العدد 5759
الأحد 21 يوليو 2024
العالم إزاء عاصفة تقنية.. كيف ظلت البحرين مرفأ آمنا؟
الأحد 21 يوليو 2024
  • من الضروري اتباع نهج استباقي لحماية البنى التحتية الحيوية من التهديدات المتطورة
  • حرصت البحرين على تطوير منظومة حماية متكاملة

 

طارق شبكةشهد العالم صباح الجمعة الماضية خللا تقنيا هائلا أصاب أنظمة حيوية مثل الملاحة الجوية والبنوك، تاركا العديد من الدول في حالة من الفوضى.

لكن وسط هذا الاضطراب، ظلت مملكة البحرين بمنأى عن العاصفة. دعا ذلك متابعين للتساؤل: هل نجاة البحرين نتاج كفاءة استثنائية أم حظ وافر؟

أكّدت اللجنة الوطنية لإدارة الطوارئ المدنية أنّ النظام الإلكتروني مستقرّ والتأثير على أنظمة بعض الشركات محدود وجار التنسيق لإعادة تفعيل النظام بحسب الإجراءات التقنية المتبعة، ولم يتم رصد أي مؤشرات لاختراقات أو هجمات سيبرانية إثر الخلل التقني العالمي، منوّهة إلى أن أنظمة الحماية السيبرانية تعمل بكلّ كفاءة لصد أي هجوم أو خلل في النظام الإلكتروني الشامل، كما أكدت شركة مطار البحرين الدولي سلامة أنظمتها وعدم تأثرها بالخلل العالمي.

هذا النجاح أرجعه مختصون بتقنية المعلومات جزئيًا إلى اعتماد المملكة على أنظمة تأمين مركزية مع تطبيقات الحوسبة السحابية التي تأثرت بشكل كبير بالخلل.

حسام مجاهدلكن هذا لا ينفي، برأي المختصين، دور التخطيط الاستباقي والاستثمارات الذكية في مجال الأمن السيبراني.

فقد حرصت البحرين على تطوير منظومة حماية متكاملة تضمن التوافق المستمر مع الحلول الأمنية الحديثة وتدريب الكوادر البشرية بشكل دوري.

نظريات المؤامرة: هل هناك أكثر مما نرى؟

ظلت نظرية المؤامرة حاضرة رغم نفي شركة ميكروسوفت ذلك، مؤكدة أن الخلل في أنظمتها سببه تحديثات جرت يومها، لكن إجراء تحديث في يوم عمل، وهو الجمعة، عزز نظرية المؤامرة لدى البعض، فمن غير المعتاد، كما يعرف التقنيون، أن تتم التحديثات في يوم عمل.

يشير هؤلاء إلى احتمال وجود هجوم سيبراني مدبر، ربط البعض بين الخلل وسيناريو فيلم “اترك العالم خلفك” الذي يتناول سيناريو هجوم سيبراني يؤدي إلى فوضى عارمة في الولايات المتحدة. لكن من المبكر استخلاص أي استنتاجات قاطعة في هذه المرحلة، فالتحقيقات جارية لتحديد أصل الخلل ودوافعه.

تجنب تكرار الكارثة: دروس مستفادة من شبكة

يوضح عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، طارق شبكة، أن الدرس المستفاد لكافة المؤسسات من هذا الخلل التقني يتجسد في أهمية تبني خطة مستقبلية واضحة للتطوير المستمر لأنظمة العمل الرقمية وتوفير حلول بديلة يمكن الإعتماد عليها في وقت الأزمات.

ثمة نصائح قيمة لتجنب تكرار مثل هذه الأزمات، يلخصها شبكة في حديثه لـ “البلاد” في الآتي:

تبني ممارسات متكاملة تضمن منظومة حماية ذات معايير قياسية. التوافق المستمر مع الحلول الأمنية الحديثة. خطط تحليل البيانات وإدارة الأزمات.

تدريب وتأهيل الكوادر البشرية.الاعتماد على أنظمة بديلة في حالات الطوارئ. تصميم أنظمة الأمن السيبراني لتتوافق مع متطلبات كل قطاع.

ورغم ما أظهرته البحرين من قدرة وكفاءة على مواجهة التحديات التقنية بفضل كفاءتها واستعدادها، لكن هذا الحادث يسلط الضوء على أهمية الأمن السيبراني في العصر الرقمي، وأنه من الضروري اتباع نهج استباقي لحماية البنى التحتية الحيوية من التهديدات المتطورة.

ورأى رئيس جمعية اتصال حسام مجاهد “أعتقد أن ما حدث هو جرس إنذار لجميع الدول و المؤسسات. وتابع في حديثه لـ “البلاد”: “بصرف النظر عن الأسباب الحقيقية التي سببت هذا الانقطاع (والتي ستتضح مع مرور الوقت) فإن الدرس الكبير المستفاد هو خطأ الاعتماد على شركات قليلة في العالم بعدد إصبع اليد الواحدة”. وأوضح أن هذه الشركات عمليا تتحكم في كل المجالات الحيوية كما رأينا، سواء عن قصد أو خطأ تقنى. من الممكن أن يصاب العالم بالشلل التام نتيجة الاعتماد الكلى على المنظومة في شكلها الحالي.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .