التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات أمر وارد وممكن الحصول في أي وقت، خصوصا أن الدعوة هذه المرة جاءت من الرئيس الأميركي ووجدت صدى، لكن هذا لن ينهي الحرب بين إسرائيل وحماس، وإن كانت الهدنة التي قد يتم التوصل إليها طويلة وكثر الضامنون.
المشكلة بين إسرائيل وحماس مشكلة وجود؛ فعندما ترفع حماس ومن معها من العرب ويتعاطف معها في دول العالم شعار “الموت لإسرائيل” وتعلن الحكومة الإسرائيلية أنها يمكن أن توافق على أية هدنة وأي اتفاق مؤقت استجابة لضغوط محلية أو دولية، ولكنها تعتبر “القضاء على حماس” هدف الحرب الأساس، فإن كل جهد لوقف إطلاق النار يظل غير قابل للتحقق إلا قليلا. الحرب بين الطرفين دخلت الآن مرحلة كسر العظم والمهزوم فيها هو الذي يقول “آخ” قبل الآخر، والأكيد أن إسرائيل لن تقولها أولا مهما حصل، والأكيد أن حماس لن تقولها مهما حصل، لذا فإن المنطق يقول إن الحرب ستستمر وإن ضحاياها سيزدادون وإن احتمالات توسعها واردة بقوة خصوصا بعد اشتداد التوتر بين “حزب الله” وإسرائيل وازدياد حماس الحوثيين وبعض العراقيين. في اعتقادي الحل لا يأتي من طرفي الحرب، ولا من تكرار محاولات وقفها مؤقتا، لكنه يأتي من مؤتمر السلام الذي يدعو إليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه ويسعى إلى إقناع دول العالم به بعدما تبنته قمة البحرين، فالخير في هذا المسعى والحل يأتي من هذا المؤتمر الذي ستكون قراراته في الغالب ملزمة للجميع. عدا هذا ستتكرر الهدن وستتوفر العديد من المشاريع والأفكار، لكنها كلها تظل محدودة القيمة وغير مجدية وستستمر الحرب بل ستزداد اشتعالا وقد تتوسع.
نجاح قمة البحرين مثال كاف لنجاح صاحب الجلالة الملك المعظم في سعيه إلى إغلاق ملف هذه القضية واستقرار المنطقة.
* كاتب بحريني