من أجمل العبارات التي تكررت على مسامعنا أن السياقة فن وذوق، والبعض يقول إنها أخلاق بالدرجة الأولى، وفي الواقع قيادة السيارة تترجم كل ما سبق إلا أن هناك استثناء في بعض النماذج التي تقود السيارة، خصوصا تلك التي تكون تحت تأثير الضغط النفسي والعاطفي، وبالتالي نجد أن هذا الضغط يظهر في استخدام مكابح السيارة بصورة غير طبيعية تؤدي بحياة السائق والآخرين للخطر، يصف أحد السائقين حالته فيقول كلما شعرت بالتعب النفسي من مشاكلي الأسرية وتعالت نبرات الصراخ بيني وبين زوجتي أخرج من بيتي وأنا غارق في التفكير لأجد نفسي أقود سيارتي بسرعة خاطفة وكأنني أريد أن أهرب من مشاكلي دون أن أفكر في عواقب السرعة، بينما تصف إحدى السيدات أنه بسبب ضغوطها في العمل ومزاجها السيئ تتعمد دائماً تجاوز السيارات بغضب وتحمل السائقين الآخرين أخطاء تصرفاتها في الشارع، وكأنها تعبر عن حالة الغضب التي تعيشها دون إدراك للأضرار التي من الممكن أن تفتعلها في الشارع، ويتضح من كل ذلك أن هناك علاقة وثيقة بين قيادة السيارة والحالة النفسية التي يعيشها السائق، فكلما كان السائق على قدر من الاتزان وأصبح قادرا على السيطرة على حالته المزاجية في الشارع كلما كان أكثر عرضة للأمان في السياقة له ولغيره، والعكس صحيح، كلما كان السائق مضطربا في شخصيته وغير قادر على السيطرة على حالته الانفعالية التي يعيشها كلما أصبح أقرب للخطر وعرض الآخرين أيضا لخطر أكبر، مظاهر كثيرة أصبحنا نشهدها أثناء قيادتنا السيارة في الآونة الأخيرة تصدر من قبل البعض نظرا لسوء حالته النفسية، الأمر الذي يحمل كل سائق اليوم مسؤولية كبيرة في ضرورة تجنب السياقة عند الانفعال والتفكير في الآخرين أثناء قيادة السياقة لكي لا يتحولوا لضحايا الحالة النفسية.
كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية