في هذه الفترة التي تسبق حلول شهر رمضان المبارك بأيام معدودات يتسابق أهل الخير وميسورو الحال وأصحاب الأيادي البيضاء لتقديم المساعدات والمعونات بمختلف أنواعها وتعدد درجاتها للآخرين المحتاجين والمتعففين وبسطاء الأمة أينما وجدوا فوق هذه الأرض، وذلك كي يقضوا حوائجهم الضرورية ويساهموا في رفع المعاناة المعيشية والكرب والهموم عنهم وما يعانونه في ظل غلاء الأسعار والالتزامات المعيشية والحياتية والمستجدات التي أصبحت وأمست الشغل الشاغل للكثير من الأسر البحرينية. الأعمال الخيرية الجليلة التي تقدم لمن يستحقها تعد واحدة من أنبل المقاصد وأسمى الغايات، إذ تبث الفرحة في نفوس تلك الشرائح الاجتماعية، وهذا ما يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف دائما، ويدعونا للتمسك بها وعدم إهمالها لما لها من فوائد كبيرة بين أفراد المجتمع وأثرها الجميل في حياتهم، مع ذلك تساهم في القضاء على “العازة” والفقر.
حديثا قام محافظ المحافظة الجنوبية سمو الشيخ خليفة بن علي بن خليفة بن سلمان آل خليفة بإطلاق النسخة السابعة من “ماجلة الخير”، والمتمثلة في تلك المبادرة الخيرة في توزيع ما يقارب من 2000 صندوق تزامنا مع قرب حلول شهر رمضان الفضيل، ويأتي ذلك بعد النجاح الإيجابي الذي تحقق خلال الأعوام الماضية، وبهذه المناسبة أكد المحافظ أن المحافظة حريصة على إطلاق سلسلة من المبادرات المجتمعية خلال شهر رمضان المبارك انطلاقا من دورها الرائد في تعزيز نهج التواصل المستمر مع المواطنين والمقيمين وتعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية والسير في سبيل التكافل المجتمعي لما فيه الخير والنماء. بدورنا نثمن مثل هذه المبادرات الطيبة ونشيد بما قامت وتقوم به المحافظة الجنوبية، وعلى أمل أن تقوم باقي المحافظات بذلك، ونأمل أن لا تقف تلك المبادرات عند هذا الحد، بل تمتد إلى أبعد من ذلك لتشمل جميع كبار التجار وأثرياء وميسوري المملكة وأصحاب الشركات والمصانع الخاصة الكبرى دون استثناء، كذلك ليمتد العمل الخيري ويطال كل شخص يسعى لنيل الرضا والثواب من عند الله تعالى. وعساكم عالقوة.
* كاتب بحريني