من حق شهداء الوطن الأبرار علينا أن نحتفي ونشيد ونفتخر بما بذلوه من تضحيات للبحرين وشعبها، وستبقى ذكراهم العطرة خالدة في قلوبنا جيلا بعد جيل ما حيينا، فقد قدم كل هؤلاء الشهداء الأبطال الغالي والنفيس وفي مقدمة ذلك أرواحهم الطاهرة والتضحية والفداء والبذل والشجاعة تعبيرا لإخلاصهم الكبير وولائهم المطلق من أجل رفعة البحرين واستقرار أمنها الخارجي والداخلي.
كان يوم الشهيد ذكرى مجيدة تزامنت مع أغلى وأعز الأيام الوطنية الكبرى، فهو يوم تخليد لأبطال البحرين ورد للجميل لأولئك الشهداء البواسل، وهو أيضا يوم استذكار البطولات التاريخية التي قاموا بها داخل وخارج المملكة، وبدورهم سطروا أروع الملاحم البطولية، وضربوا أروع الأمثلة من خلال المهمات العسكرية والأمنية الصعبة، وقاتلوا فيها بإيمان قوي لتحقيق المستحيل وبعزيمة لا تلين وإصرار لا يعرف اليأس أو التراجع، وبقناعة راسخة وثقة بالنفس ليوم الشهادة التي أشاد بها الجميع. ولن ننسى ما قدمه كل أولئك الأوفياء المخلصين سواء أبناءنا الشهداء من منتسبي قواتنا المسلحة أو من منتسبي قواتنا الأمنية أو من منتسبي الحرس الوطني في ساحات الوغى والشرف والبطولة دفاعا عن سور المملكة الحصين وسيادتها وأمنها ومنجزاتها. يوم الشهيد ليس كسائر الأيام الأخرى، بل إنه يوم التضحيات الجسام ويوم الوفاء ويوم العرفان ويوم البذل، كون الشهادة في سبيل الله تعالى ومن أجل أمن الوطن لا تعادلها شهادة أخرى، وستظل هذه المناسبة البحرينية الجليلة مصدر اعتزاز ومحل تقدير وفخر، وشعلة تضيء أمام أجيالنا القادمة، كي يتعلموا معنى حب الوطن والدفاع عنه كدروس بطولية في التضحية والوفاء والإخلاص.
على أية حال، الاحتفاء بيوم الشهيد ليس مقتصرا على يوم واحد في السنة بل كل شهدائنا يعيشون معنا على مدار أيام العام، نترحم على أرواحهم الطاهرة في كل صلواتنا الخمس لما قاموا به من أعمال بطولية ستبقى محفورة في سجل البطولات والتضحيات الوطنية. وعساكم عالقوة.
كاتب بحريني