+A
A-

بالفيديو: البحرين الأولى خليجيا في زراعة الكلى.. وعلاجات مرض الفشل الكلوي مجانا

  • الإصابة‭ ‬بالفشل‭ ‬الكلوي‭ ‬عند‭ ‬الرجال‭ ‬أكثر‭ ‬ومضاعفات‭ ‬السكري‭ ‬لديهم‭ ‬أكبر

  • غياب‭ ‬المتبرعين‭ ‬بطليعة‭ ‬أسباب‭ ‬الاتجاه‭ ‬للزراعة‭ ‬بالخارج

  • لا‭ ‬يوجد‭ ‬ترحيب‭ ‬مجتمعي‭ ‬للتبرع‭ ‬بأعضاء‭ ‬المتوفى‭ ‬دماغيا

  • لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يعيق‭ ‬التكامل‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬غسيل‭ ‬الكلى‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الطبية

 

قال أستاذ الأمراض الباطنية في جامعة الخليج العربي استشاري أمراض وزراعة الكلى أمجد الباز إن البحرين سبّاقة في برنامج زراعة الكلى على مستوى المنطقة، مردفًا أنها تقدم علاجات الغسيل الكلوي، واستخدام الأجهزة المصاحبة للمرضى مجانًا، رغم ارتفاع كلفتها.
وأشار الباز في حوار موسع أجرته معه “البلاد” ضمن حملة “حياة جديدة”، التي أطلقتها الصحيفة قبل عام ونصف العام، لتشجيع المجتمع على ثقافة التبرع بالأعضاء، إلى أن مرض السكري هو في طليعة مسببات الفشل الكلوي، داعيًا لرفع مستوى تثقيف المجتمع فيما يخص العادات الغذائية الصحية، مع ضرورة الحد من الاعتماد على الأكل من خارج المنزل.

ما الجديد في برنامج زراعة الكلى بالبحرين؟
البحرين متميزة بهذا المضمار منذ سنوات طويلة، ولقد بدأت بذلك فعليًّا العام 1995، وبشكل مبكر مقارنة بكثير من دول المنطقة، ولم تبخل منذ ذلك الوقت على المرضى بأي شيء، سواء على مستوى العلاج، أو الأدوية، أو المتابعات الطبية وغيرها، وبحال مُشرف ميزها عالميًّا.

ما أكثر التحديات التي يواجهها مرضى الفشل الكلوي؟
ندرة الحصول على متبرع، ووجود حرج لدى كثيرين ممن يحتاجون كلية من أن يطلبوا ذلك من أهاليهم، ولقد لاحظت هذا عبر تجاربي الشخصية مع المرضى، حيث كنت أطالبهم بضرورة أن يسألوا أقرباءهم عن حاجتهم للكلية، وبعد فترة من السؤال، يتقدم أحد الأقرباء للتبرع بكلية، ما من شأنه أن يبقي المريض على قيد الحياه.

وماذا عن الرغبة في التبرع؟
موجودة في المجتمع البحريني وبشدة، خصوصًا لدى الأهل، فالتكافل في البحرين موجود منذ قديم الأزل، خصوصًا أن المتعارف عليه أن العلاج الأمثل لمرضى الفشل الكلوي المزمن هو زراعة الكلية.

ما نسبة انتشار الفشل الكلوي في المجتمع؟ وهل تصنف نسبته بالعالية؟
هنالك زيادة في عدد المصابين، يقابلها تصاعد مستمر لأعداد وحدات غسيل الكلى والتي هي بكفالة الدولة، حيث يتم فتح وحدات جديدة سنويًّا لذلك، كنتاج لزيادة الإصابة بالفشل الكلوي المزمن في المجتمع البحريني.

ما المسبب الرئيس لمرض الفشل الكلوي؟
مرض السكري بطليعة الأسباب، وعليه فإن العناية بمرضى السكري، والعمل على الحد من مضاعفاته المؤثرة على الكلى، سيساعد على حماية الكلى من التدهور، وهو مجهود عظيم، وقائم، من قبل وزارة الصحة والعاملين بالقطاع الصحي.
كما أن الوعي الصحي مطلوب، ويختلف بمضمونه عن الرعاية؛ لأنه يأتي من قبل المرضى أنفسهم، لمنع مضاعفات المرض، أو الحد منها، خصوصا ارتفاع السكر بالدم، وارتفاع ضغط الدم.
والوعي الصحي يجب أن يبدأ من المدارس، عبر توعية النشء بنمط الغذاء الصحي، وأهمية الرياضة اليومية، والابتعاد عن العادات السيئة كالتدخين، فالمسؤولية بذلك تشاركية في المجتمع، وليست محصورة على الأطباء فقط.
ويرتبط مرض السكري بشكل أساسي بالسمنة، والتي تكون ناتجة عن العادات الغذائية الخاطئة، بمقدمتها الأكل الجاهز، ويتبع السمنة ضغط دم، ومنها الفشل الكلوي.
ويكمن حل هذه القضية، بأن نمسكها من جميع أطرافها، وليس بطرف من دون آخر، خصوصًا مع تغير النمط الغذائي بشكل كبير بالعقود الأخيرة (منذ السبعينيات تحديدًا).

هل يعتبر الفشل الكلوي من مسببات الوفيات الرئيسة عالميًّا؟
بكل تأكيد، ويأتي مباشرة بعد الأمراض السرطانية، ووفيات القلب. 

كم عدد إصابات الفشل الكلوي بالبحرين؟
كنسبة عالمية، تقدر بـ 120 حالة في كل مليون نسمة، وهي نسبة تصنف بالمرتفعة.

هل نسبة الإصابة بالفشل الكلوي عند الرجال أكثر أم النساء؟ ولماذا؟
عند الرجال أكثر، ولأسباب جينية، كما أن مضاعفات مرض السكري تكون أيضًا عند الرجال أكثر.

ما أسباب تفشي أمراض الفشل الكلوي لدى الأطفال؟ 
أسباب خلقية، ومناعية.

ما التحديات التي تواجهها وحدات علاج الكلى في البحرين؟
الحكومة الموقرة تهتم كثيرًا بمرضى الفشل الكلوي، وتبذل المجهود الكبير لعلاجهم، وكما ذكرت فإن هنالك زيادة مستمرة بعدد وحدات تصفية الدم وفق أحدث المواصفات، ولكنه توسع أفقي، أي أن زيادة الوحدات يكون مرتبطًا بزيادة عدد المرضى.
والحل يمكن بتقليل عدد المرضى، أو المتعرضين للإصابة بالفشل الكلوي، خصوصًا أن العلاج لهم سيكون مدى الحياة، بأن يتم زراعة الكلى لعدد منهم، ما سيساهم بتقليل عدد المصابين الموجودين على قوائم العلاج، وفسح المجال لدخول غيرهم من المصابين بهذه القوائم، دون أي كلفة علاجية على الدولة.

هل تقدم المستشفيات الخاصة خدمة زراعة الكلى؟
عدد منها يقدمها، ولقد ناقشنا هذا الأمر في اللجنة المركزية الوطنية لزراعة الكلى، ورحبنا بأن يدخل بهذا المجال مستشفيات أخرى، تضاف إلى الحالية، وبنفس المعايير والمواصفات الدولية المتبعة، والتي لا يمكن التغاضي عنها.

كيف تقرأ واقع المتبرّعين؟ وهل الحال متيسر بهذا الشأن أم هنالك صعوبات؟
هنالك نوعان من المتبرعين، المتوفون دماغيًّا، أو من الأهل أو الأقارب، وبالنسبة للنوع الأول، فبالرغم من التوافق عليه دينيًّا أو تشريعيًّا، إلا أنه لا يوجد هناك استعداد شديد بأن يقبل أهل المتوفى دماغيًّا بالتبرع بأعضاء قريبهم لمساعدة من يحتاجون لأعضائه، والتي لا تقتصر على زراعة الكلى، وإنما تصل أيضًا للقلب، والرئتين، والقرنية، وغيرها.

هل يعني ذلك أنه لا يوجد من يتبرّع بأعضاء أقربائه من المتوفَّون دماغيًّا في البحرين؟
يوجد، ولكن من قبل الجنسيات الأخرى المقيمة في البلد، أما بالنسبة للبحرينيين، وعلى حسب معرفتي، فلم يتقدّم أي منهم لكي يتبرع بأعضاء قريب له متوفي دماغيًّا.

وماذا عن المتبرعين من الأحياء؟
هناك حاجة لضخ مزيد من الوعي بالمجتمع، وتوضيح أنها خطوة ستساعد على إنقاذ حياة الآخرين، وأنها لن تؤثر على حياة المتبرع، أو على نمط حياته، وأنه لو هناك شبهة طبية بذلك، فسيتم استبعاد الأمر تمامًا؛ لأن الطبيب يقف إلى صف المتبرع أسوة بالمريض.

لماذا يضطر البعض لأن يتجه للزراعة بالخارج؟
بسبب عدم وجود المتبرعين، علمًا أن برامج الزراعة بالخارج ليست مستكملة للمعايير الدولية الضامنة للمريض.

هل سبق أن زارتكم حالات تعاني من نتائج سلبية بسبب عمليات زراعة خاطئة أو غير دقيقة، تمت بالخارج؟
نعم، مرّت علينا حالات عديدة، كانتقال الأمراض للمريض، أو تعرضه لسوء العلاجات، وعدم صحة العملية الجراحية تقنيًّا، وهي حالات مؤسفة تكون بسبب قلة الحيلة لدى لمريض، بغياب المتبرع.

أين هو التكامل الخليجي من برنامج زراعة الأعضاء؟
لا توجد أسباب بعينها تحول دون تحقيق هذا التكامل، لكن هناك اختلاف في الإدارات والسياسات الطبية في عملية زراعة الكلى.

هل لدينا تجارب خليجية أو بحرينية تمخّضت عن خوض السيدات لمضمار زراعة الكلى أسوة بالأطباء من الرجال؟ 
لا يوجد سيدات، كلهم رجال، وهو أمر مرهون بالابتعاث الطبي لدراسة زراعة الكلى، أو بطلب الأطباء ذلك.

ما الأولويات التي تحدّد آليات العلاج أو الزراعة لمريض الفشل الكلوي؟
تعتمد هذه الأولويات على سن المريض، حيث يكون لصاحب السن الصغيرة أولوية قبل غيره بالعلاج والزراعة.
كما أن هناك أولوية لمن قاموا بعملية زراعة الكلية، وفشلت العملية، والسبب أن المريض بهذه الحالات يتميز بالالتزام، ومعرفة ما له وما عليه، ويكون لديه استعداد أكثر من غيره لتقبل نتائج عملية زراعة الكلى، أو علاجها بالغسيل.

ما أنواع برامج الغسيل الكلوي المتوفرة بالبحرين؟
نوعان، برنامج الغسيل البريتوني، وبرنامج الغسيل الكلوي، ولو نظرنا لكليهما عالميًّا فسنجد أن الأول هو الأفضل؛ لأن المريض يستطيع أن يستخدمه في بيته لوحده، وكذلك أن يمارس حياته بصورة شبه طبيعية، منها السفر، والتنقل من مكان لآخر.
أما الغسيل الكلوي كما هو معروف، فيكون بمعدل 3 مرات أسبوعيًّا، وبحضور المريض إلى مركز العلاج والجلوس لعدة ساعات، وبنمط حياة جديد قد يؤثر على عمله، أو مدخوله الاقتصادي.

هل برنامج الغسيل البريتوني مكلف؟
نعم مكلف جدًّا، وجهاز الغسيل البريتوني ثمين، ويتخطى العشرة آلاف دينار تقريبًا، كما أنه سهل الحمل والتنقل، وهو للعلم مجاني من قبل الدولة للمرضى الذين يحتاجونه، وهو أقرب لتحقيق النتائج الطبية المطلوبة.
 كما أن هذا البرنامج بحاجة لمزيد من التشجيع بالمجتمع، وبحيث يعتمد به المريض على نفسه دون معاونة من الآخرين.

ماذا عن وفرة الأدوية الخاصة بمرضى الكلى؟
أدوية مرضى الكلى قبل عمليات الزراعة وبعدها، متوافرة بمجمع السلمانية الطبي وبالمجان، وهي للعلم غالية السعر.

ما آخر البحوث الطبية التي تقدمتَ بها على المستوى الخارجي بهذا الشأن؟
آخرها بحثان تم نشرهما في الجمعية الأميركية لأمراض الكلى بنوفمبر السابق في ولاية فيلادلفيا، الأول عن المرضى الذين احتفظوا بالكلى لأكثر من 35 عامًا، وعن أسباب نجاح هذه العمليات، وعدم رفض الأجسام لها، وبنتائج ممتازة وقريبة من الشخص الطبيعي.
والبحث الآخر كان عن موقف البحرينيين المتبرعين بالكلى، وعن عدم قبولهم أخذ مقابل مادي لذلك، وهو أمر رائع ينم عن أخلاق وقيم الشعب البحريني الأصيل.