العدد 5458
الأحد 24 سبتمبر 2023
البعد الاقتصادي للذكاء الاصطناعي 1-2
الأحد 24 سبتمبر 2023


ربما يُصعق البعض حين يكتشف أن الجذور الأولى لمفهوم الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) تعود إلى النصف الثاني من القرن العشرين، حين  صاغ أول عضو هيئة تدريس في جامعة ستانفورد في مجال الذكاء الاصطناعي جون مكارثي، مصطلح "الذكاء الاصطناعي" في العام 1955. وعرّفه بأنه "علم وهندسة صنع الآلات الذكية". واعتبر مكارثي أن "الذكاء الاصطناعي هو علم وهندسة صنع الآلات الذكية، وخاصة برامج الكمبيوتر الذكية".
ومارست أعمال مكارثي  "دورًا محوريًا في تشكيل مجال الذكاء الاصطناعي، ويظل تعريفه مفهومًا أساسيًا في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره".
ويحتضن هذا التعريف الفكرة الأساسية، المفصلية للذكاء الاصطناعي، التي تقوم على تصميم وبناء  "أنظمة كمبيوتر يمكنها أداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا، مثل فهم اللغة الطبيعية، وحل المشكلات المعقدة، والتعرف على الأنماط، واتخاذ القرارات". وقد مارس عمل جون مكارثي دورًا محوريًا في تشكيل مجال الذكاء الاصطناعي، ويظل تعريفه مفهومًا أساسيًا في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره.
وتثير سحب اجتهادات الموقف من الذكاء الاصطناعي زوابع نقاشية حادة في سماء صناعة تقنية المعلومات الاتصالات، بين مؤيد له ومدافع عنه، وآخر يحذر منه ويرصد "مساوئه". بين من يرى فيها رافعة تاريخية تولد وظائف جديدة، وتخلق مجالات عمل ابتكارية غير محدودة، وبين من يرى فيها عنصرًا أساسيًا من عناصر تفشي البطالة في صفوف نسبة عالية ممن يمارسون مهنًا تقليدية، ويرفضون التزحزح من مكاتبهم لقادمين جدد يحملون بين أيديهم مناصب لوظائف جديدة جلبتها لهم إفرازات صناعة الذكاء الاصطناعي.
لكن بعيدًا عن مثل هذا الجدل العقيم، تصدم أرقام صناعة "منظومة الذكاء الاصطناعي" من يتلقاها بغض النظر عن المعسكر الذي ينتمي إليه.
فوفقا لأرقام تقرير صادر عن البرلمان الأوروبي، يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على إضافة "حوالى 16% أو 13 تريليون دولار إلى الناتج العالمي بحلول عام  2030". على نحو مواز تشير دراسة أجراها بنك غولدمان ساكس إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي "يمكن أن يرفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7% أو ما يقرب من 7 تريليون دولار". 
وإذا ما تجاوزنا تلك العوامل التي تولدها عوامل المنافسة وتكلفة التحول، يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي "بمبلغ إضافي قدره 13 تريليون دولار أميركي في نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول العام 2030، بمتوسط نمو سنوي للناتج المحلي الإجمالي يبلغ حوالي 1.2%". 
وإذا ما عدنا إلى دراسات ميدانية قامت بها مؤسسات من مستوى (Statista) و (Gartner)، و (McKinsey) فسوف نجد ما يلي :
1.            النمو في حجم سوق الذكاء الاصطناعي: يشهد سوق الذكاء الاصطناعي العالمي نموًا سريعًا. فقد بلغت قيمة سوق برمجيات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم حوالي 10.1 مليار دولار في العام 2018، ومن المتوقع أن تصل إلى أكثر من 126 مليار دولار بحلول العام 2025.
2.            مكاسب الإنتاجية: يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى مكاسب إنتاجية كبيرة في مختلف الصناعات. وتشير تقديرات العديد من الدراسات "إلى أن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يساهم بنحو 13 تريليون دولار إضافية في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030 من خلال زيادة الإنتاجية والكفاءة".
3.            خلق فرص العمل: على الرغم من وجود مخاوف بشأن إزاحة الذكاء الاصطناعي لبعض الوظائف "غير الذكية"، إلا أن الذكاء الاصطناعي لديه أيضًا القدرة على خلق وظائف في المجالات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. ويقدر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق 12 مليون وظيفة جديدة بحلول العام 2025.
4.            اعتماد الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات: في العام 2020، قامت 14% من المؤسسات بنشر الذكاء الاصطناعي، وكان لدى 48% أخرى خطط لاعتماد الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة. ومن المتوقع أن يستمر التبني على نطاق واسع.
5.            الاستثمار الحكومي: تستثمر العديد من الحكومات في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، في العام 2021، أعلنت الحكومة الأميركية عن خطط لاستثمار مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والأبحاث الكمية على مدى خمس سنوات.

التعليقات

2023 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .