تقوم البحرين بجهود عظيمة، لا حصر لها، في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبسبب هذه السياسة الشجاعة الحميدة، نجد انحسارا شديدا لهذه الجرائم في المملكة. وكل البنوك والمؤسسات المالية وغيرها من جهات الاختصاص قامت وتقوم باتخاذ كل ما يلزم لمكافحة هذه الجرائم البغيضة وتضييق الخناق على شتى المنافذ التي يتم اللجوء اليها لاختراقها لتنفيذ غسل الأموال وتمويل الارهاب. وهذا مكسب كبير للبحرين ولكل القائمين بهذه الجهود وللسياسات الاستيراتيجية المتبعة في هذا المجال الحساس والملئ بالمخاطر.

ورد في الأخبار أن البحرين نالت منصب نائب رئيس مجموعة ايجمونت للتحريات المالية، وتم منح هذا المنصب الى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتحريات المالية ونائب رئيس لجنة وضع سياسات حظر ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وبدورها، أشادت الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتحريات المالية بالدعم اللا محدود من وزير الداخلية الفريق أول الشيخ  راشد بن عبدالله آل خليفة رئيس لجنة محاربة التطرف ومكافحة الارهاب وتمويله وغسل الأموال، للدور القيادي والمحوري الذي يقوم به، على مدار الساعة، لدحر ومكافحة هذه الجرائم التي يعاني كل العالم من ويلاتها وانعكاساتها السئية على الاقتصاد الدولي والأمن العالمي. وكذلك نشيد بالبنوك والمؤسسات المالية، والعديد من الجهات الأخرى، لاتخاذها الخطوات العملية عبر نظام "أعرف عميلك" الذي لعب دورا كبيرا في حسر هذه الجرائم عبر المؤسسات المالية وغيرها من الوزارات والمؤسسات الحكومية المختصة.  وفي اختصار نقول، كل هذه الجهات وقفت في صف واحد قوي البنيان في مواجهة هذا الاجرام ومن خلفه.

ووردتنا أسئلة من عدة جهات، ما هي مجموعة ايجمونت وماذا تعمل؟.  وفي اختصار شديد نقول إن ايجمونت هي شبكة عالمية تعمل على تعزيز التواصل والتفاعل بين وحدات التحريات المالية. وقد سميت مجموعة إيجمونت نظرا لمكان انعقاد الاجتماع الأول في بروكسل في يونيو 1995. والهدف من المجموعة هو توفير منتدى لوحدات التحريات المالية في جميع أنحاء العالم لتقديم الدعم للحكومات والجهات المختصة العاملة في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والجرائم المالية الأخرى.

ويشمل هذا الدعم توسيع نطاق التعاون الدولي وتنظيمه في تبادل المعلومات الاستخبارية المالية، وزيادة فعالية وحدات المعلومات المالية عن طريق توفير التدريب وتبادل الموظفين لتحسين الخبرات والقدرات لدى الموظفين المختصين، وتعزيز التواصل الآمن فيما بين الوحدات من خلال تطبيق التكنولوجيا عبر شبكة إيجمونت الآمنة، بالإضافة إلى تعزيز إنشاء وحدات معلومات مالية في الدول التي ليس لديها برنامج وطني لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وغني عن القول، إن مجموعة ايجمونت، ومنذ تأسيسها، تقوم بدورها بكل نشاط وهمة مما كان له الدور الفعال والآثار الواضحة في تعزيز السياسات الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ومما لا شك فيه أن وضع البحرين في قمة ادارة هذه المجموعة يعكس مدى الدور الذي ظلت تقوم به الجهات المختصة في البحرين. وهذا التكريم صادف أهله وفيه عرفان دولي بالمجهودات التي تتم في البحرين للمساعدة في كبح هذه الجرائم على المستويين الداخلي والدولي.  ومن دون شك، ستستفيد المجموعة من البحرين وتجربتها الناجحة في هذا المجال، لتعم الفائدة وتشمل كل ربوع العالم.