تريّثت قليلا قبل الحديث عن موسم حج هذا العام 2023، كي أتثبت وأستنطق وأستطلع وأستمع للمزيد من آراء الأقارب والأصدقاء والمعارف الذين عادوا إلى أرض الوطن خلال أيام الأسبوع الماضي بعد أن وفقهم الله تعالى وأدوا فريضة الحج المقدسة، كي أسجل مشاهداتهم وانطباعاتهم ومشاعرهم وتعبيراتهم وامتنانهم وشكرهم لما وجدوه فترة الحج من حسن الضيافة، والتنظيم والتنسيق وسهولة التنقل، والخدمات والتسهيلات المقدمة لكل الحجاج من جميع دول العالم.
إضافة إلى ذلك ما توافر لدينا من معلومات وأخبار وتقارير عادة ما نستقيها من مصادرها الموثوقة، كذلك من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، وعبر منصات التواصل الاجتماعي، أمانة أمام ما أدلى به أولئك الحجيج وأجمعوا عليه عن شعيرة هذا العام يقف القلم حائرا ويعجز اللسان عن التعبير، فالجهود الجبارة والإمكانيات الضخمة والاستعدادات الهائلة والخدمات الجليلة غير المسبوقة التي لمسوها خلال فترة الحج يعود الفضل فيها بعد الله تعالى إلى الشقيقة الكبرى السعودية العظمى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ودور المؤسسات الحكومية العسكرية والأمنية والمدنية التي قامت بها، إضافة إلى الجهات والمنظمات الإنسانية والخيرية والنفعية التابعة للمجتمع المدني السعودي.
كل تلك المنظومة مجتمعة ساهمت بدورها في تحقيق نجاحات كبيرة هذا العام من ناحية التنظيم والتنسيق وانسيابية الحركة بكل يسر وسهولة وأريحية، مع ذلك توفير الأمن والأمان كما هو في الأعوام السابقة.
ولا يسعنا في هذا المقام وكما قال الرسول الكريم في الحديث الشريف “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”، إلا أن نشكر ونشيد بتلك المساعي المباركة التي بذلتها الشقيقة العظمى المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، ونرفع شعار “عمار يا بلاد الحرمين عمار”، يا مهد الرسالة المحمدية ومهبط الوحي ومنبع الحضارة الإسلامية وأرض العروبة والعراقة والتاريخ والمجد والقوة والعز والشموخ والكرامة. وعساكم عالقوة.
* كاتب بحريني