تنعقد القمة العربية بمدينة الرياض الشقيقة في دورتها العادية (32) بحضور القيادات العربية الرسمية أو ممثليهم، وتسعى القمة إلى مناقشة العديد من القضايا العربية، وستعمل على اتخاذ موقف موحد بما يؤطر العلاقات العربية ويجعلها متناغمة مع وجهات نظر القيادات الرسمية، سواء في العلاقات البينية بين الأقطار العربية أو بعلاقاتها الخارجية الأخرى، ومنها القضية الفلسطينية، وهناك الكثير من القضايا العربية الداخلية والقومية، من سياسية واقتصادية واجتماعية وغذائية ودوائية وزراعية وخدماتية وديمغرافية، وكذلك مواقف الحكومات العربية من الأحداث الأجنبية وصراعات دولها.

وتنظر أفئدة العرب للقمة العربية، وترتقب أن تسفر عن تحقيق التضامن بين القيادات العربية، وبذل الجهود لحماية الأمن القومي، والعمل على مواجهة التحديات المصيرية المُستهدفة لهويتنا ووجودنا وتراب أقطارنا، لتصبح أمتنا قادرة على النهوض وصدَّ الهيمنة الأجنبية الشاملة، ولإعادة رسم خارطة عربية سياسية وجغرافية وحضارية وثقافية واقتصادية، وبناء أمة عربية ناهضة لتصد المشاريع المُهددة لهوية الشعب العربي حاضرًا ومستقبلًا، وترتقب الجماهير العربية خروج هذه الأمة من أنفاق المأزق الذي هي فيه، وأن تكون قضايا أمتنا المتراكمة قابلة للحسم، لأجل تحقيق المأمول.

إن انعقاد القمة خطوة مُباركة وإيجابية، ويرتقي انعقادها إلى مستوى الدور البطولي وهي تواجه أقسى التحديات، حيث يضع قادتها ثقتهم بالشعب العربي الزاخر بالكفاءات والعطاء والوفاء، ليخرجوا بمعالجات للانهيارات الكارثية لأمتنا العربية، ومداواة جرحها النازف في فلسطين والأحواز والسودان، وأن يعود الأمن والسلام لأرضنا العربية من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي.