مازال الجمهور البحريني متناغمًا مع فعاليات وبرامج مهرجان “ربيع الثقافة 17” الذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار، وهي فعاليات متنوعة ما بين الفنون والموسيقى والتراث الوطني والعمارة في أماكن مختلفة بمملكة البحرين. وقد حرص أهل البحرين والمقيمون والزوار على الحضور لمشاهدة هذه الفعاليات والتمتع بها، ما يؤكد حُسن انتقائها وجماليتها وتقنية أدائها، وقد شاركت الأقطار العربية والأجنبية الصديقة في تقديم عدد من هذه الفعاليات بجانب ما تعرضه البحرين من فنون شعبية وتراث ثقافي غني تتمتع به مملكة البحرين.
مازال مهرجان ربيع الثقافة البحريني منذُ انطلاقته الأولى وحتى الآن يُقدم مجموعة من الفعاليات والبرامج التي تلتقي مع ذوق الجمهور البحريني والخليجي والعربي والأجنبي، وفي كُل عام يزداد حجم المشاركة من أقطار عربية ودول أجنبية بعروضها المتنوعة الشيقة، حيث تلتقي ثقافتهم وتراثهم مع ثقافة وتراث البحرين، وهي لغة عالمية واحدة مشتركة، تتوحد فيها المشاعر الإنسانية. يقدّم مهرجان ربيع الثقافة موسما غنيّا يرتقي إلى ذائقة الجمهور من مختلف الأعمار، ويقدّم في كل عام فضاء حافلًا بالعروض الشيّقة التي يُشارك فيها كوكبة من ألمع الفنانين المُتميّزين من البحرين والخليج العربي والوطن العربي وسائر أنحاء العالم، وتتضمّن الموسيقى والرقص والغناء، والمسرح والفن، فضلاً عن مجموعة من الأنشطة الثقافية المتنوعة الأخرى، ويعمل مهرجان ربيع الثقافة على التعريف بثقافة مملكة البحرين وما تكتنزه هذه الأرض من عمق تاريخي وحضاري مهم. 
مهرجان ربيع الثقافة البحريني ليس مجرد فعاليات وبرامج، بل هو إضاءة على ما تكتنزه البحرين من تراث عميق وثقافة رفيعة، كما أن المهرجان يُمثل رسالة ثقافية وفنية وتراثية لبناء جسر من التواصل الثقافي بين البحرين والدول المشاركة فيه التي تمتلك تراثًا غنيًا وثقافة عالية.
على مدى سبعة عشر عامًا تحرص البحرين على تنظيم مهرجان ربيع الثقافة كحدث ثقافي وفني، وإيلائه أهمية خاصة من إعداد وتخطيط وتنظيم وتنفيذ، وعامًا بعد آخر يَشهد هذا المهرجان تطورًا ويرتفع تميزًا بثقافة البحرين الوطنية. ومن يحرص على حضور هذه الفعاليات الجميلة فإنه سيشاهد أشياء لم يُشاهدها مِن قبل، وسيَستمتع كثيرًا بوقته.

*كاتب وتربوي بحريني