العدد 5262
الأحد 12 مارس 2023
banner
مؤتمر تكنولوجيا المعلومات
الأحد 12 مارس 2023

كم كنت سعيدًا بأننا بدأنا ننظم المؤتمرات التي تأتي إلينا بأفكار جديدة، فالمؤتمر العالمي لتكنولوجيا المعلومات الذي اختتم أعماله الخميس الماضي في فندق الخليج قد حظي باهتمام إعلامي وأكاديمي واسعين، تمامًا مثلما تم خلاله إتمام أول عملية ربط إقليمية بين التكنولوجيا المتعاظمة والتنمية المستدامة.


التكنولوجيا بآفاقها الاصطناعية اللامحدودة، وذكائها المخلوق بأيادٍ بشرية مع ضرورة تحقيق الـ 17 هدفًا التي حددتها الأمم المتحدة؛ للوصول إلى التنمية المستدامة في عام 2030 على أكثر تقدير.


لأول مرة يتم البحث في آليات تطويع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتصبح في خدمة عملية التنمية، وبشكل مباشر، ولأول مرة تصبح ورش العمل الفرعية في هذا المؤتمر خلايا نحل منتجة لأفكار إبداعية وأطروحات مستنيرة، والوصول بها إلى حقائق جديدة.


أكثر من 60 عالمًا من مختلف بقاع المعمورة وعدد كبير من أكاديميينا وباحثينا تتقدمهم كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الأهلية ولفيف معتبر من الضيوف الذين لم يدخروا جهدًا في إثراء المناقشات وبعث الروح في العديد من الأطروحات، والخروج من هذا المؤتمر بمنتجات واضحة، وآليات يمكن البناء عليها، وتوصيات على أعلى درجة من التلاقح مع احتياجات الواقع المتزايدة وضعف الإمكانات المتراجعة.


هنا تكمن أهمية التكنولوجيا الفارقة، كيف ننتج أعظم الأشياء بأقل الإمكانات؟ وكيف نبلغ محطة الوصول من دون طائرة نفاثة أو صاروخ عابر للقارات؟


إنها الحركة الساكنة الدءوبة، الأون لاين وتقنيات التقارب عن بُعد، والتلاقي من أعتى المسافات، وهنا يكمن العلم الحديث الذي يخترق الحدود، ويؤهل المبتعثين وهم في عُقر دارهم، بل وهم بملابس البيت، وهنا يجب أن نفرح وجميعنا يتابع هذا الحضور المكثف للمؤتمر العالمي لتكنولوجيا المعلومات والذي تم تسجيل مداولاته وأطروحاته، مناقشاته ومواجهاته، بحوثه ونتائج استطلاعاته.


الجامعة الأهلية لم تكن ببعيدة عما يدور في العالم الجديد من تقدم هائل، من تطور لم يسبق له مثيل، فآلت على نفسها إلا أن تتابع كل شاردة وواردة، وكل نتيجة بحثية من على البُعد، بل وتتصل وتناقش عبر علمائها وأكاديمييها في طبيعة الاكتشافات الجديدة، وفي إمكانية تدريس علومها واعتماد نتائجها في جامعتنا الأهلية، بل وفي مناهجها المدققة من أعلى مؤسسات تصنيف وتدقيق في العالم.


من هذا المنطلق جاءت أهمية الربط بين تكنولوجيا المعلومات وعالم النماء المستدام، بين أرقمة كل شيء، وإنترنت الأشياء، ثم بين تحويل الفكرة إلى آلة لها صفة الاستدامة، ثم إلى إنسان يستطيع التحكم فيما صنعته يداه حتى يصبح كل شيء تحت السيطرة.


هدفنا النهائي هو الإنسان، رخاؤه وازدهاره وتقدمه، إكسابه مهارات جديدة، وإعداده ليكون أهلاً لما هو قادم، وندًا لما سوف تأتي به علوم وفنون وآداب المستقبل.


هدفنا الذي نمشي على هداه منذ تأسست الجامعة الأهلية قبل أكثر من 21 سنة هي حياة كريمة لكل مواطن، ومستوى معيشي واعٍ بحقوق وواجبات هذا المواطن تجاه وطنه وقيادته ونفسه وأمة بني البشر، لذلك كان لابد لنا أن نتواصل مع كائن من كان؛ حتى نرتقي بمناهجنا، ونتقدم بعلومنا، ونتساوى مع من سبقونا في مضامير الحداثة والتنوير، والوصول إلى آفاق المعرفة الرقمية ونحن على أعلى درجات الوعي بأهميتها، والتبادل لمنتجاتها، والتداول لاكتشافاتها، والتطويع لأدق مفرداتها.


48 ساعة في حضرة المؤتمر العالمي لتكنولوجيا المعلومات حققنا خلالها الكثير، ولعل الأهم في هذا الكثير أننا خرجنا من الحدث ونحن أفضل حالاً مما كنا عليه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية