عندما تكون المفاهيم والمبادئ الإنسانية التي يتحلى بها أي فرد على وجه الأرض السمة والعنوان الأبرز في حياته، وتتناثر القيم الحميدة في مسارات الحياة التي نعيشها من أجل أن نتقاسم أجرها وثوابها، فإنها ببساطة تشكل ميزان الأعمال والحسنات التي ستبقى بعد أن يفارق الإنسان هذه الحياة، وحتماً ستكون إرثاً لسيرة الفرد أو الشخص وبمثابة صدقة جارية بعد الرحيل.
البحرين نجحت في جمع هذه الدلالات والمعاني والقيم العظيمة في مناسبة واحدة هي “جائزة عيسى لخدمة الإنسانية” التي أنشأها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في عام 2009، تخليدا لاسم صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، لتكون الجائزة سمة متميزة تحمل معها أنبل الصور وأجمل معاني العطاء من أجل خدمة الإنسانية.
نعم إنها الجائزة التي عبرت حدود العالم من أجل أن تعزز مفاهيم الإنسانية في المجتمعات باختلافها، وأن تكون حافزاً لكل إنسان يأمل أن يكون عمله وجهده لخدمة البشر والتخفيف من معاناتهم، وأن يكون مفهوم التغيير جزءاً من علاماته الأساسية من خلال ما يقوم به من إنجاز يساعد على تحقيق القيم الإنسانية التي نريدها.
إن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية تٌعد واحدة من الجوائز القيمة والبارزة على مستوى العالم لما تحمله من معان كبيرة في هذا الشأن، فقد أثبتت للجميع أنها قيمة إنسانية جميلة ستواصل عملها الإنساني بهذا الشكل المتميز والراقي، وستحقق أهدافها النبيلة من أجل الإنسانية والعمل الإنساني، لأنها واقع حقيقي شهد له العالم، حيث اكتسبت الاحترام والتقدير وعكست الصورة الحقيقية للبحرين.
* كاتب بحريني