العدد 5226
السبت 04 فبراير 2023
banner
ضحايا السكلر
السبت 04 فبراير 2023

41.. عدد من فارقوا الحياة من المصابين بأمراض الدم الوراثية (السكلر) في عام واحد. نحن نتساءل بكل صراحة ماذا يعني أن تتزايد أعداد الضحايا بدلا من انخفاضها؟ هل هذا يشير إلى أنه لا خطط لمواجهة هذا الوحش الذي يفتك بضحاياه دون رحمة؟ التقرير الصادر عن الجمعية البحرينية لمرضى السكلر يؤكد أن عام 2022م سجل زيادة للوفيات بواقع 41 حالة وفاة - 21 من الذكور و20 ضحية من الإناث، وهذا المعدل يعتبر من أعلى المعدلات التي شهدتها البحرين في الأعوام الخمسة الماضية. نائب رئيس الجمعية صرّح بأن هناك قصورا في الخدمات المقدمة لمرضى السكلر.
طبعا لا أحد يقلل من الجهود الاستثنائية للكوادر الطبية والتمريضية بالوزارة، خصوصا خلال الأعوام الفائتة خلال جائحة كورونا، لكن يبدو أنّ المعضلة المزمنة التي يئن من وطأتها المصابون بأمراض الدم الوراثية تكمن في توفير أطباء متخصصين في السكلر. وهذا بالتحديد ما كان ينادي به المرضى وأهاليهم على مدى سنوات، لكن المحزن أنّ كل نداءاتهم لم تجد آذانا صاغية ولا حتى وعودا بدراستها. ونعتقد أنّ هذا بالتحديد السبب في تفاقم أعداد الضحايا. قبيل بضع سنوات أتذكر أنّ رئيس جمعية البحرين للسكلر قال إنّ متابعات حالات المرضى تتم عبر ملفات ورقية! والمؤسف أنّ أحدا من وزارة الصحة لم ينف التصريح وهذا يعني أنّها معرضة للضياع في أية لحظة، ويشير إلى أنّه لا توجد جدية إزاء هؤلاء المرضى.
غير مرة طالبنا بأن التعامل مع المصابين بالسكلر لا يجب أن يماثل الحالات الاعتيادية، ذلك أن مصاب السكلر غير قادر على تحمل الآلام لبضع ساعات، فالأغلبية يتعرضون لنوبات مفاجئة قد تفضي إلى فقد الحياة، وهذا يستدعي السرعة في إنقاذهم وتخفيف آلامهم المبرحة التي يتعرضون لها، وإذا صح أنّ عدد الاستشاريين المكلفين بمتابعتهم لا يتعدى الأربعة فإنّ هذا بلا شك يمثل حالة مأساوية، فليس بوسع هذا العدد الضئيل متابعة آلاف المصابين. بقيت الإشارة إلى ضرورة إجراء تحقيق في الأسباب المؤدية إلى الوفيات، فليس منطقيا أن تمر كل هذه الوفيات دون التوقف أمام أسبابها!.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .