تذكرت هذه الجملة عندما رأيت قصة شاب سعودي ناجح يتداولها الناس بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره الناس نموذجا للشاب المستنير الذي يبتكر ويفكر خارج الصندوق من أجل النجاح في مهمته.

هذا الشاب كما ورد هو المهندس إبراهيم العمر خريج جامعة هافارد، والذي يعمل مديرا للخطوط الجوية السعودية ويترأس حوالي ٣٠ ألف موظف.. فماذا فعل إبراهيم لينال كل هذا الإعجاب؟ الذي فعله إبراهيم هو أنه ابتكر نظاما جديدا يضرب به أكثر من عصفور في وقت واحد، وحقق النجاح لقطاع الطيران وقطاع السياحة معا وشارك في صنع صورة طيبة للسعودية لدى من يرغب في السفر إليها.

إبراهيم ابتكر نظاما يقوم على منح تأشيرة مجانية لمدة ٤ أيام لكل من يحجز تذكرة على الخطوط الجوية السعودية دون أية إجراءات أو تعقيدات إضافية لتصبح التذكرة هي التأشيرة تقريبا ويستطيع الشخص إن أراد قضاء أربعة أيام في المملكة دون أية تكلفة إضافية. هذا الإجراء بلا شك يحقق إيرادات أكثر لقطاعي الطيران والسياحة في المملكة ويقدم نموذجا يحتذى في هذا المجال لدى دول أخرى.

وزبدة القول ان وضع الشخص المناسب في المكان المناسب في كل المجالات من أهم أسس نجاح وتقدم أية دولة، والعكس بالعكس بطبيعة الحال، فالشخص المناسب في المكان غير المناسب يدخل ضمن معاول الهدم التي تدمر مقدرات أية دولة. وقد قرأنا جميعا عن قصة الرجل الروسي الذي كان يعمل مستشارا لرئيس الاتحاد السوفييتي السابق وتم تجنيده من قبل الولايات المتحدة الأميركية كجاسوس لها.. وعندما انكشف أمر الرجل وأرادوا محاكمته كان قد تقدم في السن وأصبح كهلا، فسألوه عن المهمة التي كان مكلفا بها، فقال: كنت أضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب. فيالها من مهمة خطيرة ومدمرة لمقدرات تلك الدولة.

* كاتبة وأكاديمية بحرينية