يقع الخليج العربي في أراضي الوطن العربي، وهو جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، ولم يكن له في أي يوم من الأيام اسم غيره، فالنظام الإيراني مازال يُمارس غطرسته على بحارنا وشواطئنا العربية التي لا تعود إلى جغرافية أرضه وتاريخها، ويرفض هذه التسمية العربية، ويُهدد مسؤولو النظام الإيراني الشركات والمنظمات التي تتمسك بمسمى “الخليج العربي” وتدعوها بـ “الجهات التي فقدت مصداقيتها”.
يعتبر النظام الإيراني مُسمى “الخليج العربي” تعديًا على سيادته، والحقيقة أنه هو من تعدى على السيادة العربية بوضع رجليه في مياه الخليج العربي، فالسواحل الإيرانية تاريخيًا وجغرافيًا لا تمت بصلة إلى الجغرافيا الإيرانية وتاريخها، فجميع المُدن الواقعة على “الخليج العربي” هي عربية، وعندما قامت إيران باحتلال هذه المُدن المُطلة على “الخليج العربي” أصبح لها وجود على هذه المياه. وكذلك جميع سكان الجزر التي في حوض “الخليج العربي” عربا وليسوا إيرانيين، “فالخليج العربي” ذراع مائي لبحر العرب يَمتد من “خليج عُمان جنوبًا حتى شط العرب شمالًا”، وهو الآن من الممرات المائية الدولية الأساسية للتجارة بين شرق العالم وغربه.
آخر هذه التعديات الإيرانية على اسم “الخليج العربي” يحصل الآن أثناء “دورة كأس الخليج العربي 25” التي تقام هذه الأيام بمحافظة البصرة العراقية. وتَمَثْل هذا التعدي ــ كما ذكرت صحيفة “طهران تايمز” الإيرانية شبه الرسمية ــ باعتزام “اتحاد كرة القدم الإيرانية” تقديم شكوى ضد العراق لدى “الفيفا” بسبب تسمية البطولة “بطولة الخليج العربي”، وذكرت الصحيفة أن “موافقة الفيفا على هذا الاسم يُعتبر تجاوزًا على حقوق إيران في المنطقة”! كما أدانت وكالة الأنباء الإيرانية “إيسنا” هذه التسمية، وقالت “إن استخدام لقب “الخليج العربي يتعارض مع الأعراف الدولية”. ويُطالب البرلمان الإيراني رئيس وزراء العراق وتيار الصدر بالاعتذار بعد وصفهما الخليج بـ “العربي”.
“الخليج العربي” تسمية اعتمدها البحارة العرب والدراسات التاريخية والوثائق الجغرافية في كل المؤلفات من عربية وغيرها. لذا، تاريخيًا وجغرافيًا وسياسيًا لا سيادة للنظام الإيراني على مياه “الخليج العربي”، فخليجنا عربي، عربي المُسمى والوجود والحدود.
* كاتب وتربوي بحريني