العدد 5164
الأحد 04 ديسمبر 2022
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
الباربكيو السياسي وثلاجات التاريخ
الأحد 04 ديسمبر 2022

دققتُ الأجراس كثيرا في داخل البيت الإسلام السياسي، وطالما أطلقتُ صافرة التحذير أمام هياج سفن الأحزاب الراحلة نحو طوفان المغامرات سواء قبل ما سموه “الربيع العربي” أو بعده، وطالما ضربتُ الطاولات بقبضات الكلمات على طاولة سهرات السُكر السياسي للخروج من نشوة الفانتازيا السياسية هذا، وأنا أرى خيامه تحترق بسبب شهوة الكرسي عند الإسلام السياسي، وشهية ابتلاع الواقع وإغراء الإمساك بجلابيب الجماهير، ولو على حساب تدفيع الأوطان فواتير باهظة من الفوضى والاحتراق سواء بسبب سجن الآيديولوجيات الحزبية أو أقفاص القرارات العنيدة أو الأفكار المجمدة في ثلاجات التاريخ المعبأة بالنقوص وجلد التغيير أو استاتيكية الأفكار سواء في البحرين أو تونس أو اليمن أو العراق أو الكويت أو مصر ... إلخ.
الحركات الإسلاموية بحاجة إلى مصارحة ومراجعة وهي تعاني من بنية فكرية جامدة من تكرار واجترار ذات الأخطاء؛ وهذا ما وقع فيه من في الخارج بالدعوة للمقاطعات في البحرين للمشاركة النيابية طوال 20 عاما والتي أثبتت فشلها، أو التماهي في عبادة الشخصية إلى تمجيد “الموت البطولي”، فقادت لاكتئاب سياسي. مزيد من العناد يعني مزيدا من ارتفاع أسعار المزاد في كازينو السياسة، حيث يقود المغامر والمقامر بالتدافع نحو الارتطام بجدار الواقع نحو مزيد من المقابر.
والسؤال أمام جنرال لا يرحم اسمه الوقت، متى تكون المراجعة بدلا من اعتلاء منصة المصارعة، وينتهي العطش التاريخي في استخدام أحلام شباب في عمر الزهور في أسهم بورصة السياسة المدمرة؟
سقط حلم الحوثي في اليمن والخزعلي في العراق والغنوشي في تونس ومرشد الإخوان في مصر خصوصا بعد الانشطار الحزبي والسقوط المدوي لآخر تحشيد في مصر أو في بيانات “لندنية “ تسعى لشيطنة كل الإنجازات في البحرين واللجوء للصراخ على الأرصفة أو اصطياد أفراد أجانب لتكديس حشد في لندن يتيم لإزعاج أي عرس بحريني. 
هناك خلل بنيوي في الفكر السياسي الديني من التعامل بالفتوى في السياسة أو استدعاء التاريخ بإسقاط لا يخلو من ابتسار وأحلام وردية أو الرقص المكلف على حبال الرياح الإقليمية التي تحاول أن تنتهك خصوصية المجتمعات المسالمة وتقود إلى محارق.
في ظل عالم ضبابي، حيث حرب روسيا وأوكرانيا والوجع الاقتصادي الذي يضرب العالم ما بعد الجانحة أو الذعر من الدخول بحرب عالمية ثالثة بشرارة نووية، نحن بحاجة إلى عقل وروح وطنية عالية وحكمة بتعميق الوحدة الوطنية بدعم وطننا وقيادتنا ومشروعنا الإصلاحي لجلالة الملك والمشروع الاقتصادي النهضوي لسمو ولي العهد رئيس وزراء ودعم كل الملفات التي تتعلق بمعيشة الناس عبر الأطر الدستورية والتشريعية مع الحذر من بعض دول غربية، همها اللعب على حبال “الحقوق” لصناعة فخاخ سياسية وحقول ألغام ببرغماتية فاقعة لاصطياد أوراق ضغط لصالح دولها اقتصاديا. ويبقى السؤال: 20 عاما أليست كافية للمراجعة من ثقافة الارتطام بالجدار إلى ثقافة زرع الجُلَّنار؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .