العدد 5138
الثلاثاء 08 نوفمبر 2022
banner
“السؤال الغبي... بترشح من؟”
الثلاثاء 08 نوفمبر 2022

بدون الخوض في التفصيلات المتعلقة بالمرشحين لمجلسي النواب والبلدي، طرق باب منزلنا فريق عمل لإحدى المرشحات للمجلس البلدي، وحصلت معي نسخة من التجربة الماضية، حيث قال لي الفريق إن مرشحتهم “كفاءة” وقد استفادت من تجارب الآخرين ممن سبقوها، وبعدها طرحوا علي سؤالا أحدث من حولي تيارات حارة وباردة وأحاسيس مؤلمة ومفرحة في الوقت نفسه “بترشح من؟”.

بدون رحمة ورأفة وغفران قلت لهم.. هذا أمر شخصي وكل ما عليكم عمله هو إعطائي برنامج المرشحة، وبعد الاطلاع عليه ومقارنته مع بقية برامج المرشحين في الدائرة، سأختار ما أراه مناسبا لدائرتي وعن قناعتي الشخصية وليس إملاء من أحد، وهذه هي الديمقراطية الحقة التي ترسم لنفسها صورة واضحة المعالم بغير ألغاز أو أسرار.

بوضوح أشد، هذه طريقة متخلفة وفوضوية بالوزن والإيقاع، وتضر المرشح أو المرشحة بدون وعي منهم، لأن مهمة فريق العمل الذي يساند المرشح في الانتخابات تنحصر في توزيع الملصقات والصور والبرنامج ومختلف الأمور الدعائية، ومن غير المقبول أبدا طرح أسئلة غبية لا معنى لها مثل “بترشح من؟ اخترت مرشح أو لا؟”، لأن هناك قواعد وطرقا أساسية لا ينبغي الخروج عنها، حتى إن كان ما يفعله فريق العمل من باب التشجيع واصطناع اللطف.

اتركوا حرية الاختيار للمواطن جسما وعقلا وأدبا، ولا تمطروه بأسئلة ليس من حقكم طرحها، وابتعدوا عن المنطق الرجعي، وعلى كل مرشح بلدي أو نيابي أن يعي هذا الأمر ولا ينظر له من زاوية واحدة، أو سيجد من يصرخ في وجهه وفريق عمله.. لم لا تعرف حدودك.. متى تفتحون عيونكم ومتى تفهمون.

الصخب المؤيد لكل مرشح بلدي أو نيابي لا يفترض أن يصادر حرية الناخب والظهور أمامه بأقنعة متعددة متلونة، فقط اكتفوا بتسليمه البرنامج واتركوا الموقف النهائي له شخصيا.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .