العدد 5132
الأربعاء 02 نوفمبر 2022
banner
قمة الجزائر... الواقع والطموح
الأربعاء 02 نوفمبر 2022

تنعقد خلال الأيام القادمة في العاصمة الجزائرية القمة العربية، والتي اختارت الجزائر تأطيرها تحت عنوان لم الشمل، خصوصاً أن هذه القمة تعقد بعد انقطاع دام ما يربو على الثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا التي حالت دون تنظيمها.
وتلتئم القمة وسط أوضاع وظروف عربية ليست أفضل مما كانت عليه قبل أعوام، فالعديد من الدول العربية مازالت تقبع تحت إرهاصات العقود الماضية، والمتمثلة في طبقات سياسية لم توفق في إدارة دفة دولها، ذلك أن العديد من تلك الدول فضلت بعض الجماعات الحاكمة تغليب مصالحها على مصالح المجتمع، ما أدى لتفشي الصراعات الفئوية والحزبية وتبديد الموارد الاقتصادية، الأمر الذي انعكس على الأوضاع الاجتماعية والثقافية في الوطن العربي.
ففي المشرق العربي مازال لبنان يعاني من أزمة اقتصادية مزمنة، وهي التي كانت نتاجاً حتمياً للوضع السياسي ورفض المجتمع الدولي مساندة بيروت قبل تسوية أوضاعها، لكن يبدو أن الأزمة لا تتجه نحو أية تسوية، ذلك ما يمكن قراءته من خلال كهف الفراغ الرئاسي الذي دخله لبنان، الوضع في العراق لربما يكون أقل حدة لكن ليس جيدا، فعلى الرغم من اختيار رئيس للوزراء إلا أن الوضع قابل للانفجار في أية لحظة في ظل مقاطعة العديد من الأطراف العملية السياسية، أما في سوريا التي كانت العديد من الشعوب تأمل عودتها لأحضان الجامعة بعد أكثر من عقد تبين أن عودتها ليست على أجندة أعمال القمة، وإذا ما أردنا جرعة من التفاؤل يمكننا الشطر تجاه إعلان الجزائر الخاص بالمصالحة الفلسطينية، والذي من المفترض أن يبنى عليه خلال الفترة القادمة، إلا أن عديدون يرونه هشاً وضعيفاً.
هناك في المغرب العربي قضية الصحراء المغربية التي لا تزال دون حل رغم طرح مبادرة الحكم الذاتي، وفي ليبيا مازالت هناك حكومتان متوازيتان، وفي تونس نرتقب جميعاً الانتخابات التشريعية نهاية العام الحالي. 
لا أعلم كيف للقمة أن تحل جميع هذه المعضلات، لكنني أؤمن دائماً أن للدبلوماسية والحوار دائماً خطوة من خلالها يبدأ حل أية مشكلة، ذلك ما نأمله من خلال لقاءات القادة في هذه القمم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .