ثاني ممرضة بحرينية أكاديمية، هي عائشة يوسف عبدالله الزياني المولودة بالمحرق “أم المدن” في (1922م)، وفقاً لكتاب “المحرق رواد ومبدعون (2000م)”، نتابع سيرتها اليوم بعد عرض سيرة أربعة رواد: الدكتور راشد فليفل (1931م)، والدكتور علي فخرو (1932م)، والدكتور إبراهيم يعقوب (1935م)، والممرضة البحرينية الأولى فاطمة الزياني (1918م).
التحقت بمدرسة الهداية الخليفية للبنات (1933م)، وأصبحت مدرسة بمدرسة الهداية الخليفية بالمنامة (1933 - 1934م)، وبمدرسة التمريض والقابلات ببغداد (1941م)، وأصبحت ممرضة بمستشفى غازي بالعراق (1941 - 1942م)، وتنقلت للعمل كممرضة وقابلة بين مملكة البحرين، والإحساء، والرياض، والمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية (1942 - 1946م)، والتحقت بالتمريض والتوليد بمستشفى النعيم (1947 - 1952م)، وتولت رئاسة مستشفى الحد للولادة – دار يوكو حالياً - منذ افتتاحها (1952م) حتى (1958م).
ومن حيث إسهاماتها الاجتماعية، تعتبر من الرعيل الأول من بنات البحرين اللاتي درسن التمريض، حيث تحدين “الظروف والمعوقات التي كانت تعيشها المرأة البحرينية آنذاك، وعندما تخرجت كانت تعمل صيفا لتمريض أبناء وطنها، وتنقلت للعمل بين البحرين والمملكة العربية السعودية لتؤدي واجبها منطلقة من واجبها القومي وحبها عملها، ومارست التمريض والتوليد بمستشفى النعيم مع الدكتور “ديوريج” والدكتور “سنو”، وتمت على يدها ولادة الكثيرين من أبناء البحرين”. ويذكرها خليل الذوادي: “وقد شعرت بذلك وأنا طفل عندما كنت أتردد على مستشفى الحد لتلقي العلاج، فبعد وفاة والدتي يرحمها الله اعتبرتني ابناً لها حريصة على أن أنال أفضل العلاج والدواء، وكانت بيدها الكريمة تجرعني الدواء اللازم. كان هذا جيل من الممرضات البحرينيات اللاتي عشقن مهنتهن وتفانين في خدمة نساء مجتمعهن، فقد كانت المرحومة عائشة بنت يوسف الزياني وفاطمة بنت علي بن إبراهيم الزياني من أوائل الممرضات البحرينيات، وكانتا موضع احترام وتقدير من مجتمع البحرين لتقديمهما الخدمات الإنسانية للجميع، وكانت الثقة فيهما إلى أبعد الحدود، كما كانت هناك ثقة أيضاً في الأطباء، والطبيبات البحرينيات اللاتي التحقن بالمستشفى الحكومي في كل التخصصات”.
رحلت الزياني، رحمها الله في (2010م) ولها ابن وابنة، ابنها الدكتور عبدالعزيز بوليلة وابنتها فاطمة.