في الوقت الذي تحرص فيه الحكومة وتصدر أوامرها وتوجيهاتها بتسهيل الأمور أمام المواطنين والمراجعين لكل قطاعاتها، نجد الكثير من المواطنين والمراجعين يشتكون من تصرفات بعض الموظفين معهم، خصوصا العاملين في الخطوط الأولى، حيث يستقبلونهم بوجوه “امكنفشه”.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل إن أولئك الموظفين لا يردون حتى على التحية التي يبادر بها المراجع، وينظرون إليه وكأنه يتوسل منهم تخليص معاملته العادية، تلك التصرفات بدورها تزعج من يراجع تلك المواقع التي وضعت أساسا لخدمته وتسهيل الأمور أمامه وتذليل الصعاب عليه.
الذي يحصل في تلك المواقع الحكومية لا يمكن السكوت عليه، ولابد من التحرك وإيقاف تلك التصرفات ووضع آليات وعلاجات سريعة، بل ومعاقبة الموظف المخطئ في سبيل تحسين الأداء والتعامل مع جميع المراجعين عموما وكبار المواطنين خصوصا، ومحاولة القضاء التام على جميع الأمراض والعقد النفسية لأولئك الموظفين غير المرحب بوجودهم من قبل المواطنين، واستبدالهم بموظفين آخرين يسعدون بقدوم المراجع لدوائرهم الحكومية، وبالتالي يقومون بخدمته بشكل حضاري أفضل وبوجه بشوش، خصوصا إذا وضعنا في الاعتبار أن السواد الأعظم من أفراد الشعب نادرا ما تكون لديهم معاملة تدعو للحضور الشخصي لتلك المفاصل في ظل وجود الوسائل الإلكترونية الحديثة، إضافة إلى أنه نادرا ما تكون لدى البحريني معاملة مع الجهات الحكومية “ساعات في السنه أحسنه وإلا ماميش”.
“قبل أيام لفتني خبر والصراحة عجبني”، مفاده قيام رئيس إحدى البلديات في الفلبين بإصدار أوامره للموظفين الذين يتعاملون مباشرة مع المراجعين بالتبسم تحت طائلة فرض غرامة لمن يخالف ذلك مقدارها خصم 6 أشهر من الراتب، يأتي ذلك في مسعى لتحسين الخدمات المقدمة من السلطات المحلية، ونأمل تفعيل مثل هذا القرار في جميع المرافق الحكومية، وخصوصا الخدمية، كي يختفي مثل هذا التعالي والغرور من تلك المواقع دون رجعة. وعساكم عالقوة.