من الشخصيات الخيرة التي تسبقها النية الحسنة في كل تصرف، شخصية القائد لعملية بناء وإصلاح العلاقات بين الناس، فنواياها الصادقة قولاً وفعلاً تتجه دائمًا لإسعاد الغير، هي شخصية المرشد الوسيط، يتصرف وفق مبادئ عالية وليس بالتسرع أو الانفعال، وليس بالمكافآت والعقوبات. أهم ما يسعده ويشعره بالفخر هو رضا الناس ومساعدتهم في تحقيق غاياتهم، حتى لو كلفه ذلك راحته أو جزءًا من أمواله، وغالبًا لا يدرك الجميع الدوافع وراء هذه المشاعر التي قد تؤدي بهم إلى مضايقات عدة من الآخرين الذين تصل بهم حالة سوء الفهم إلى الدهشة والاستغراب.
هذه الشخصية نسميها “بوزن الذهب”، يرتفع مقامها دائمًا، نتيجة ما تحصل عليه من تقدير ومحبة، لذلك يكثر الحديث عنها ويتذكرها الناس في كل موقف، لكن القلة القليلة التي تعرف قدرها وتحتذي بها، وتحاول الوقوف على أسرارها ودوافعها، وعادة نكتفي بكلمة “فلان على نياته ذهب، يحب الخير ومساعدة الغير”.
ومن هنا أعزائي القراء، أرى من الخير أن نبرز هذه الشخصية التي نراها في مختلف مواقف حياتنا تعيش معنا ضمن الأسرة أو نلتقي بها في نطاق العمل أو غيره، “شخصية بوزن الذهب”، هذه الشخصية دائما تجدها قوية متواضعة، والسبب تمكنها من التواصل مع الآخرين، وتميزها في إطلاق الأمثال والحكم والقصص الملهمة، وقدرتها على التعبير عن الذات والكشف عن جمالها وأسرارها من خلال الاستعارات والشخصيات الخيالية، نظرتها وردية، تتعرض للصدمات دوم أن يدري عنها أحد، فقد تعلمت الصبر مما واجهت من ظروف ومواقف، كما أن لديها مخزونا لغويا مميزا وتتكلم بما يفيد غيرها دائمًا، والمبرر الوحيد في ذلك حب الإيثار والمثالية التي تغلب على سلوكياتها، هذه الشخصية من أروع نماذج الشخصيات التي قد يغيب عنها الكثيرون، وأرى الشخص الذي ينال قربها أو فرصة التعامل معها محظوظا محظوظا.
بإمكاننا أن نجزم بأن شخصية بوزن الذهب هي عنوان لكل شخصية مثالية يسعى لها الكثيرون، وهي تمثل مصدر حماية للغير ضد تيارات التحديات الحياتية، هؤلاء ابحثوا عنهم وتذكروا دائمًا أن بعض النعم تأتي على صورة أشخاص.