+A
A-

المخدرات والممنوعات تنتشر في وسائل التواصل العالمية

يعشق الشباب من الجنسين المغامرة والتجربة، سواء الإيجابية أم السلبية، ولعل المخدرات والممنوعات تنتشر في وسائل التواصل العالمية بالإضافة إلى الأفلام والمسلسلات في المنصات والسينما، وتقدم مواقع التواصل الاجتماعي فرصًا جديدة وخطيرة للمراهقين لتعرضهم للمخدرات.
المراهقون معرضون بشكل خطير لتأثيرات ما يرونه على وسائل التواصل الاجتماعي، لأن هذه الفئة العمرية معرّضة بشكل كبير لتأثيرات “السوشال ميديا”، وتوفّر مواقع مثل: (Instagram) و(Facebook) و(Snapchat) بيئة يتعرّض فيها الأطفال لأشخاص مشهورين وعاديين على حد سواء ينخرطون في سلوكيات محفوفة بالمخاطر تشمل المخدرات والكحول.
ينشر مشاهير مثل: Drake وCardi B صورًا لأنفسهم وهم يتعاطون الممنوعات، وينشرون ذلك على مجموعة متنوعة من المنصات والمواقع، وقد بدأ ذلك بالتأثير على الشباب الذين يشاهدونها في كل مكان، بالإضافة إلى ذلك، لا يتأثر المراهقون بالمشاهير و”المؤثرين” الذين ينخرطون في هذا السلوك فحسب، بل يؤثرون أيضًا على أصدقائهم وعائلاتهم، ويعمل هذا النوع من المحتوى على تطبيع وإبراز السلوك السيئ، مثل استخدام العقاقير غير المشروعة، مما يجعل المراهقين يعتقدون خطأً أن من المناسب فعل الشيء نفسه!
نتائج
  وجدت دراسة أجراها المركز الوطني للإدمان وتعاطي المخدرات في جامعة كولومبيا أن المراهقين الذين يستخدمون بانتظام وسائل التواصل الاجتماعي الشعبية، كانوا أكثر عرضة للشرب واستخدام المخدرات وشراء التبغ من المراهقين الذين إمَّا لم يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدموها بشكل أقل. في كثير من الأحيان، سأل الاستطلاع 2000 مراهق عن تعاطي المخدرات وعاداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال 70 % إنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في أي يوم، ووجد الباحثون أن هذه المجموعة كانت:
5 مرات أكثر عرضة لشراء السجائر.
3 مرات أكثر عرضة للشرب.
احتمالية استخدام الماريجوانا مرتين.
العامل المحفز
بالإضافة إلى التعرض للعقاقير من خلال التسويق والإعلان، فإن وسائل التواصل الاجتماعي هي العامل المحفز للعديد من مشاكل الصحة العقلية التي يمكن أن تؤدي إلى تعاطي المخدرات، فتعمل وسائل التواصل الاجتماعي على إدامة المقارنة الاجتماعية في عالم يتم فيه تنسيق كل شيء، وهو ما يمثل مشكلة خاصة بالنسبة للمراهقين الأكثر عرضة للإدراك الاكتئابي في مواجهة المقارنة الاجتماعية، ويرتبط استخدام هذه الوسائل في الهواتف الذكية بقضايا الصحة العقلية بما في ذلك الاكتئاب واضطراب النوم واضطراب الأكل بين الشباب.
وبالنسبة إلى الشباب الذين يتسمون بالتقليد، فإن رؤية أصدقائهم وعائلاتهم في منشورات Facebook أو صور Instagram وهم يلهون أثناء الحفلات يمكن أن يغريهم باتخاذ خيارات محفوفة بالمخاطر في محاولة للتأقلم معهم، وتظهر الدراسات الحديثة أن 75 % من المراهقين يشاهدون صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي لشباب آخرين يدخنون الحشيش أو يشربون الكحول وهذا السلوك يشجعهم على خوض التجربة بالطريقة نفسها.
مشكلة قديمة
وعلى الرغم من أن الشرب والتدخين بين المراهقين كانت مشكلة قديمة، فقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي في إزالة حساسية الأطفال تجاه هذه الأنشطة في سن أصغر، إذ إن 90 % من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع شاهدوا هذه الأنواع من الصور لأقرانهم عبر الإنترنت قبل بلوغهم 16 عامًا، وما يقرب من نصف جميع المراهقين الذين شاهدوا مثل هذه الصور أدركوا أن من في الصور “يقضون وقتًا ممتعًا”، المراهقون الذين صادفوا هذه الأنواع من الصور هم أكثر عرضة 4 مرات لاستخدام الماريجوانا و3 مرات أكثر عرضة لاستهلاك الكحول مقارنة بالأطفال الذين لم يشاهدوا هذا النوع من الصور.
بالإضافة إلى تعرضهم لهذه الأفعال من قبل أقرانهم، يمكن للإعلانات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي أن تشجع أيضًا على “خداع” القاصرين وتعاطي المخدرات من خلال استخدام إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تستطيع هذه الصناعات التسويق للشباب، على الرغم من حقيقة أن التسويق المباشر للقصَّر مخالف للقانون.
ويرتبط التعرض لصور تعاطي المخدرات بالبدء اللاحق في الاستخدام، وهذا هو سبب وجود قيود على الإعلان عن مثل هذه المنتجات في وسائل الإعلام للقصر؛ ومع ذلك ثبت أن وسائل التواصل الاجتماعي أكثر صعوبة في التنظيم بحسب موقع “addictioncenter” الأميركي.