+A
A-

الحسيني لـ "البلاد": ارتفاع نسبة تعاطي الفتيات للمخدرات

خالد الحسينيأكد المدير العام لمركز نصف الطريق للتأهيل خالد الحسيني أن هناك ارتفاعا في نسبة تعاطي الفتيات للمخدرات، وهذا الأمر مؤشر خطير ومقلق ولابد من تدارك الأمور قبل انفراط السبحة، حيث نجد أن بعض المراكز غير المرخصة تقوم بعلاج الفتيات من حالات الإدمان، وهي مراكز غير معلن عنها، ويتم فيها علاج الكثير من الحالات بعيدا عن طائلة القانون، متسائلا في الوقت ذاته الرقابة في ذلك الأمر.
ولفت الحسيني إلى أن المركز استقبل خلال الـ 4 السنوات الماضية ما يفوق 370 حالة لمتعاطين للمخدرات من الذكور، ويقوم المركز على متابعة وعلاج وتأهيل حالة المدمنين من خلال البرنامج التأهيلي الذي يتبعه المركز.
وذكر أن البرنامج هو برنامج علاج تأهيل عالمي، يترجم إلى اللغة العربية حتى يتم الاستفادة الكاملة منه، مشيرا إلى أنه بفضل البرنامج المتبع بلغت نسبة التعافي في المركز حوالي 35 % وهي نسبة كبيرة في هذا المجال.
وتطرق الحسيني إلى المرتكزات التي يقوم عليها البرنامج مبينا أن البرنامج يحاول تغيير أفكار المدمن وسلوكه ومفاهيمه، خصوصا فيما يتعلق بإعادة ترتيب العلاقات الاجتماعية مع الأسرة والمحيط له، وكيفية التعامل مع الظروف الصعبة التي يمرون بها، ويقوم المركز كذلك بتوفير رحلات بشكل مستمر ومحاضرات وبرامج رياضية يومية وغيرها من الأنشطة التي تحفز على خلق كيان جديد متوازن في حياة المدمن.
وأوضح الحسيني أن المخدرات ليست كأي مادة يستقبلها جسم الإنسان، إنما تكمن خطورتها في عملية تحكمها بالكيان والتفكير والسلوك، وتؤثر على منطق الإنسان وأفكاره ومفاهيمه، ما يؤدي بعد ذلك إلى زعزعة العلاقات الاجتماعية بالمتعاطي.
وقال الحسيني إن أصعب الفترات التي يمر بها المركز والمتعاطي هي الشهور الـ 3 الأولى وهي التي تبدو على المدمن ما يطلق عليه عرفا بالأعراض الانسحابية حيث نقوم باحتواء المتعاطي والتركيز على عملية العلاج متابعا إن المركز يقوم بعزل المتعاطين في تلك المرحلة عن العالم الخارجي وتوفير كل ما يلزم له للعيش من مأكل ومشرب وغيرها.
وأضاف الحسيني أن من أصعب الأمور أيضا على جميع مراكز العلاج والتأهيل هي عدم تفهم الأسرة لحالة المدمن وهذا نابع من عدم الدراية وانعدام الثقافة في هذا الجانب، ومثالا على ذلك نجد أن أسرة ما تقوم بوضع ابنها في أحد مراكز علاج المدمنين، وبعد مرور الشهور الأولى من تلقي العلاج تقوم بسحبه من المركز بسبب إقناع المدمن لأهله بأنه تعافى تماما من التعاطي ولا جدوى من الاستمرار وإنفاق مزيد من الأموال على مرحلة التالية وهي التأهيل، حيث يعتقد معظم الناس أنه بإمكانهم ادخار الأموال بذلك وتحقيق عملية التأهيل من المنزل وهو ما يعرض المدمن أصلا لانتكاسة مؤكدة وعاقبة لا يحمد عقباها.
وأشار الحسيني في معرض كلامه إلى أهمية وجود مستشفى حكومي يعالج ويرعى حالات الإدمان ويضم متخصصين، لأن المخدرات اليوم أصبحت بأشكال متعددة وأنواع مختلفة وبأسعار زهيدة، كما أن تجار المخدرات أصبحوا لا يتوانون عن تقديم تلك السموم إلى فئات عمرية من 14 عاما، حيث تقدم اليوم من خلال الشيشة الإلكترونية، وبطرق بيع تبتعد عن المواجهة، وإنما ترسل لأماكن ويتسلمها المتعاطي من خلال خرائط محركات البحث.