العدد 4999
الأربعاء 22 يونيو 2022
banner
معلمي سعيد الحمد.. ليس من بشر أقص عليه عذابي وحزني
الأربعاء 22 يونيو 2022

نزل خبر وفاة معلمي وأول من آمن بي ككاتب عمود يومي أستاذنا سعيد الحمد رحمه الله على القلب كالسكين الحادة، واندلع في صدري حريق فتته خلية خلية، في رحلة اللاعودة كيف أخرج من حزني ومازالت أكاليل الشوك طرية على رقبتي بوفاة والدة زوجتي “عمتي ثاجبة” وبناتها الثلاث في نفس هذا التوقيت من العام الماضي تماما جراء فيروس كورونا اللعين.


صباح أمس طال بي الصمت في افتتاح مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون وحدقت في الحائط الذي أصبح خاليا وقلت بصوت منهك أو هكذا خيل إلي.. لا أحد معي يساعدني وليس من بشر أقص عليه عذابي وحيرتي وحزني من فقد الأحبة واحدا تلو الآخر، حتى تحول رأسي إلى كتلة من هياج وصراخ ونار تزداد اشتعالا، بكيت في صمت وخفاء وكان معي الماضي يبكي حينما تذكرت كيف كنت تفحص أوراقي القديمة مطلع التسعينات مع بداية دخولي الصحافة، وتخرج منها ما هو صالح للنشر وما هو غير صالح، وتحتضنني كوالد حنون وتؤكد لي أن الحياة بآلامها وقسوتها تعلمنا الكثير، والكون يفتح النوافذ وعلينا التقاط أول موجة نور.


قلت لك.. أريد أن أكتب دراما للإذاعة.. أجبتني.. أنت تحمل يا “أسامة” بيدك قناديل الإبداع الصحافي والإذاعي، وعليك حفر الدرب الطويل، فلا تدع ألحانك تضيع في زحمة الفوضى.. وعملت بنصيحتك وبعد سنتين أو ثلاث “ربما كان في العام 2003” قدمت لك أول مسلسل إذاعي أكتبه “يوميات أم سحنون” وعلقت بالقلم الأحمر على الورقة الأولى.. “تكنيك جديد في الدراما الكوميدية.. توكل على الله”.


انسكبت علينا الآهات وتحولت إلى بحيرة من الحزن والكآبة، والبحرين كلها.. كلها أبكتها لحظة فراقك ورحيلك عنها، فأنت الفارس والمعلم والرمز الوطني الخالد وسيرتك ستدرس لأجيال وأجيال، واسمك نصوص محفوظة في كتاب عنوانه.. سعيد الحمد.. العطاء.. الشموخ.. البطولة والعزة.


الموت لا يغيب العظماء، فهم باقون معنا في مدائن الخلود وعلى أكتاف القمر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية