العدد 4983
الإثنين 06 يونيو 2022
banner
مديرون ومسؤولون في عوالم لا ندري عنها شيئا
الإثنين 06 يونيو 2022

قرأت تغريدة لأحد الإخوة الإماراتيين تشعرك بأن الكل في الجزء، والجزء في الكل، وتلك أهم علامات الوعي في الخلق والبناء.. كتب الأخ: “اتصلت بمؤسسة محمد بن راشد للإسكان وطلبت موعدا لمقابلة المدير، وكان الرد بأنه “ما تحتاج لموعد”، وبالفعل ذهبت للمؤسسة وكان متواجدا مع النائب في قاعة المبنى يشوف طلبات المراجعين وبرحابة صدر وحسن الحديث والمعاملة، بهؤلاء المدراء تنهض الدولة ويسعد المواطن”.
كثيرا ما سألت نفسي.. ماذا نفعل لنجعل بعض المدراء والمسؤولين يرفعون شعار التواضع وروح العمل المخلص والأمانة إزاء المهنة والمنصب، بدل الفتوة والخشونة والجفاء في المعاملة والتعالي على المواطن والمراجع، وهذه الحقيقة لا تنفي حقيقة أخرى، وهي أن بعض المدراء والمسؤولين تشتد عليهم ظلمة الحياة ويضيق بهم اليأس إذا طلب منهم مغادرة مكاتبهم والنزول إلى الشارع للوقوف على مشاكل الناس عن قرب دون وسيط، فهذه الفكرة تتعبهم وتجعلهم غريبين عن الناس وفي عوالم لا ندري عنها شيئا.
وزير سابق أكد استحالة الوصول إليه، وكأنه في حالة إجراء تجارب نووية، فالدخول عليه محظور، وذات يوم اتصلت على سكرتير مكتبه وعرفت بنفسي وطلبت مقابلته، ولم أكن أعرف أنني سأدخل إلى مناجم ومزارع ومصانع من “التطنيش” والتمويه، كل يوم يقوم لي السكرتير إنه سيتخذ التدابير الواجبة لترتيب اللقاء، وفي اليوم الموعود أكتشف أن الزيادة في التطنيش مستمرة وأنني أقف على منطقة عرضها آلاف الكيلومترات لا تسمح برؤية أي شيء من بعيد، حينها أدركت أن رغبة الوزير في عدم لقائي دخلت حيز التنفيذ، وما من شك في أن الصحافة لا تعجبه أيضا.
على هؤلاء أن يتحلوا بالروح الجماعية التي تريد الخير للمجتمع، وأن يكونوا المثل والقدوة وحافزا قويا للآخرين، ويتركوا التعنت والمكابرة التي ستقودهم إلى مؤخرة الركب. اتركوا العناوين البراقة والشعارات الخداعة وافتحوا أبوابكم للمراجعين ولتكن ساعات دوامكم في أروقة وقاعات المبنى أكثر من جلوسكم في مكاتبكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية