سمع بوذا أحدهم يطرق بابه بقوة، فقال صاحبه.. من الطارق، فقال.. أنا ومن أنت؟ هنا قال بوذا لصاحبه إنه الساقي، فذهل صاحبه وسأله وكيف عرفت، أجاب بوذا.. من نبرة صوته!
هـل تعلم أن صوتك، لا وجهك، هو مرآة نفسك التي تعكس للغير كل حقائقك الخافية التي لولا صوتك ما كانت لتظهر، هل تعلم أن الصوت هو الذي يدل على حقيقة عمرك، ويكشف لمن لم يروك بعد مقاييس جسمك من حيث الطول والقصر والامتلاء أو النحافة، الصحة أو المرض، الانطواء أو الانفتاح مع الناس.
لقد عرف أن صوت الإنسان قادر على أن يكشف للغير نوع العمل الذي يزاوله، كما كشفت البحوث العلمية أن مجرد استماع إنسان ما لصوتك، يمكّنه من أن يحكم مقدما وقبل أن يراك على الملامح والقسمات الأصلية التي تتميز بها شخصيتك، وأن تكون أحكامه صادقة وصحيحة بنسبة 90 % على الأقل.
لقد قام معهد البحوث النفسية في فيينا بتجارب واسعة النطاق لامتحان صحة هذه الكشوف امتحانا علميا دقيقا، ومن قبيل هذه التجارب أنه اختار عينات لتسعة أصوات يختلف أصحابها اختلافا كبيرا في السن والشخصية والحرفة، وتولى إذاعتها – أي الأصوات – عن طريق محطة إذاعية، وكان قد قام قبل ذلك بتوزيع مجموعة من الاستمارات التي تتضمن أسئلة معينة، صيغت بدقة علمية على عدد كبير من المستمعين، فضلا عما قام به من دعاية كافية لنجاح هذه التجربة، ناشد فيها جمهور السامعين أن يصغوا إلى كل صوت من هذه الأصوات التسعة بعناية تامة، ثم عليهم أن يحكموا على سن صاحب الصوت وصورته الجسمانية وشخصيته وحرفته.
لقد أرسل 2700 مستمع استماراتهم كاملة البيانات وافية الإجابات، وبتحليل هذه البيانات والإجابات تحليلا دقيقا كانت النتيجة مدهشة، فقد تبين أن نسبة كبيرة من الإجابات كانت صحيحة. 
والواقع أن الصوت البشري يلعب اليوم في ظل ظروف الحياة العصرية دورا مهما في تأهيل صاحبه للنجاح أو تعريضه بين لحظة وأخرى للفشل.