العدد 4948
الإثنين 02 مايو 2022
banner
أهلا بالعيد
الإثنين 02 مايو 2022

لماذا نشرع للعيد نوافذ القلب والروح؟ لأنه يغسل أنفسنا مما علق بها من أوصاب، ولأنه يعالجها من الأمراض والأدواء على مدى عام مضى، لذا نقول للعيد امنحنا ما لديك من بهجة، املأ نفوسنا سرورا، نعم إنها لحظات استثنائية لا يجب التفريط بها، ذات مرة سألوا رجلا صوفيا وهو غارق في وجده، ها قد أقبل العيد فماذا أعددت له من لباس؟ قال على الفور “قلبٌ يرى ربّه الأعياد والجمعا”، بمعنى أن الفرح لا يجب اختزاله في ساعات يوم واحد، لكنه في كل يوم وكل ساعة إذا أمكن.
إن لم تفرحوا فتظاهروا بالفرح، كم هو رائع ومعبر أن نؤدي دور المبتهج لأنه سيجعل الآخرين في حالة فرح، فليس هناك أسوأ من وجه كئيب في يوم العيد، ومن الأقوال الشائعة “لا تحزن يوم العيد لأن مظهر الحزن في هذا اليوم يعادل الجريمة”، نعم إننا نقترف جريمة بحق الآخرين، إذا لم تكن قادرا على صنع ابتسامة فلا أقل من أن تجربها. للفرح جانبان واحد خاص بنا والآخر نتقاسمه مع الآخرين ومحاولة تجاهل الآخر يفقد الفرح معناه الحقيقي.
للعيد هذا العام طعم آخر أنه يأتي محملا بالفرح الاستثنائي.. يأتي بعد أعوام فقدنا بها كل ملامح الأعياد نتيجة ما حل بالعالم من جائحة مدمرة، أثار دهشتي أحدهم بالقول إن العيد لم يعد يبهجه كثيرا ولم تعد هناك ملامح ترتبط بقدومه، وبحسب زعمه أنّ الابتسامات أصبحت صفراء وكل الأشياء مصطنعة ابتداء من سلام العيد الذي بات مستعجلا وباهتا حيث أصبح لا يتجاوز الدقائق، وأن العجلة أصبحت سمة طاغية لهذا العصر، هذا لا خلاف حوله لكن لابد من اصطناع الفرح.
نعم هناك حالة من الجفاف العاطفي ليست حصرا بأيام العيد، ربما بما يحيط بالعالم من أوضاع اقتصادية متدنية، وربما ناشئة عن فقد أحبة، بيد أن لا عذر من زيارة الأقارب والأرحام والبقاء معهم بعض الوقت لمشاركتهم لحظات الفرح. وكل عام والجميع بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية