مثيرة للشفقة تلك المحاولات البائسة التي مازال البعض يحاول من خلالها الاستجداء والتوسل بالغرب، حالمين في بعض الفتات الذي يمنون النفس الحصول عليه من قبل تلك الدول التي وإن تصدقت عليهم ببعضه فسيكون مقابل الكثير، وأوله كرامتهم ومبادئهم، لكن عذراً.. أعتقد أن أصحابنا لا يمتلكون أيا منها، فمن يمد يده للأجنبي خائناً بلاده بلا شرف، ومن يطعن موطنه بلا شرف، ومن يتآمر على أرضه فهو بلا شرف.
شخصياً لا أفقه تلك العقلية “اللاعقلية” التي وعلى الرغم من تجاربهم المريرة السابقة مع من استخدمهم واستغلهم وتجاهلهم مازالوا يجرون أرجلهم أملا في التكسب الشخصي، نعم تكسب شخصي، وإن حاولو أن يهبوه صبغة سياسية، فجل ما يطمح له هؤلاء أن ينالوا بعضا مما يمكن أن يتصدق به الغرب عليهم.
أعانكم الله على أنفسكم، فابتلاؤكم وسقمكم كبير، وأكاد أجزم أنه بلا دواء، فإذا ما ابتلي الشخص في وطنيته وانتمائه من الصعب جداً إيجاد علاج لهذا المرض الخبيث الذي من الواضح أنه مازال هناك من يعاني منه، على العموم مسيرة وقافلة إنجازات مملكة البحرين مستمرة، فحيث يتباكى هؤلاء ويستعطفون العالم نستكمل نحن تسطير ملحمة البحرين التاريخية التي استهلها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ أكثر من عقدين، مسيرة قائمة على الرغبة العارمة في إعلاء اسم المملكة والنهوض بها بين الأمم، وهو ما تحقق في واقع الحال، فسيرة البحرين عطرة زاخرة بمواقفها التي تضرب فيها الأمثال ويشار لها بالبنان. 
لكن إذا ما اختار البعض أن يضع يده على عينه كي لا يرى واقع المملكة ومسيرتها الديمقراطية المتقدمة فلا حرج عليه، لأن العمى الذي أصابه في البصيرة قبل البصر، وفي القلب قبل العقل ففطرتنا التي جبلنا عليها قبل أن نفقه أي شيء كانت فطرة طبيعية ولدت معنا منذ السجية، فحب الوطن والغيرة على ترابه كان في قلوبنا منذ نشأنا، أما أنتم فئة ضالة لا تستقيم مع فطرة البشر.