أشرنا سابقاً إلى مؤتمر “الصحة النفسية في بيئة العمل” الذي نظمته، مشكورةً، وبتألق، جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية BSTD مؤخراً، وأهدافه وأوراق عمله لمتحدثين متخصصين. اليوم نسلط الضوء على خلفية تاريخية عن اهتمام مملكة البحرين بالصحة النفسية عملياً منذ عقود، ونلحقه في المقالات القادمة بملخص تنفيذي لأوراق العمل التي دونتها في جلسات المؤتمر الثرية، ونكمل بسلسلة سردية لبدايات التدريب المهني والعام إلى وقتنا الحاضر.
يعود الاهتمام بموضوع المؤتمر بحرينياً وعربياً إلى 45 عاما خلت، وذلك بمشاركة وزير العمل والشؤون الاجتماعية - آنذاك - بمؤتمر “العمل العربي بدورته السادسة التي عقدت بالإسكندرية بجمهورية مصر العربية في (12/3/1977م) والذي وافق على الاتفاقية العربية رقم (7) لسنة (1977م)، والتوصية رقم (1) بشأن السلامة والصحة المهنية - والنفسية” وانضمام دولة البحرين - آنذاك - إليهما بالمرسوم (2) الصادر عن أمير دولة البحرين المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في (15/5/1994م)، ناصاً بمادته (8) بوجوب “الفحص الطبي الابتدائي عند التعيين بما يتلاءم مع قدراته الصحية والبدنية والعقلية والنفسية”، من ناحية، وبمادته (15) بوجوب “إنشاء لجنة عربية عليا للسلامة والصحة المهنية - والنفسية - في إطار منظمة العمل العربية، وإنشاء لجنة وطنية على مستوى كل دولة عربية”، ومتضمنة “الوصول إلى أعلى مستوى ممكن، من الصحة البدنية والعقلية والنفسية للعمال، والاحتفاظ لهم بهذا المستوى”. ثم بإصدار جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد حفظه الله ورعاه “قانون العمل في القطاع الأهلي رقم (36) لسنة (2012م) المادة (171) بوجوب “إجراء الفحص الطبي الابتدائي من صاحب العمل على العامل قبل التحاقه بالعمل للتحقق من سلامته ولياقته الصحية والبدنية والعقلية والنفسية وفقاً لطبيعة العمل الذي يسند إليه”. وتكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، عن ُبعد في (29/12/2020م)، أصحاب الأفكار الـ 12 التي تأهلت لمسابقة الابتكار الحكومي وفوز فكرة “توسعة خدمات الصحة النفسية في المجتمع” المقدمة من بثينة حميد العصفور ود. علي حسين السلمان من مستشفى الطب النفسي بوزارة الصحة. 
وهنا نرى الاهتمام يشمل كل المجتمع وليس بيئة العمل فقط. ونكمل.