العدد 4853
الخميس 27 يناير 2022
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
أريدك رومانسيًا!!
الخميس 27 يناير 2022

سارعت قبل أيام بحرينية إلى إنهاء حياتها الزوجية بعد خمس سنوات، وذلك بسبب هوسها وولعها بالمسلسلات التركية وتأثرها بها، ورأت زوجها بأنه غير رومانسي ولا يشبه الممثلين الأتراك، وكما جاء في الخبر، أن الزوج قام بكل واجباته الأسرية على أكمل وجه، لكن “رومانسية” الأتراك أبت إلا أن تدمر حياته الأسرية، حيث اشتاط غضبا خلال الفترة الأخيرة من كثرة متابعة زوجته هذه المسلسلات، وإلحاحها على زوجها بأن يكون رومانسياً تركياً.. ومع هطول الأمطار في الفترة الأخيرة على المملكة، طلبت الزوجة من زوجها السير وسط المطر وتقبيلها فلم يتقبل ذلك، وسارعت إلى طلب الطلاق.


من المحزن أن نشاهد استشراء ظاهرة التبعية إلى حد التقليد الأعمى في كل شيء لدى البعض، والمؤسف أن يأخذوا أسوأ ما يشاهدونه، أو يحاولوا تقليد وهم قد لا يمت للواقع بصلة، فيزيد ذلك مشاكلهم وهمومهم وقد يتكبدون من ورائه خسائر مالية أو اجتماعية تصل لحد التفكك والطلاق.


لن أسرد لكم القائمة الطويلة من السلوكيات، سواء الظاهر منها أو الخفي من تلك التي أصبحت جزءا منا، لكن سأتطرق هنا إلى قضية منتشرة وهي تأثر الكثير من المتابعين بالمشاهير أو صناع المحتويات الركيكة، لما يرونه من تصرفات وأفعال قد تكون خاطئة أو محاولة مجاراتهم والتقليد الأعمى لهم.


من المؤسف أن نرى مثل هؤلاء السذج من المتابعين سواء للإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، ومن جهة أخرى نرى مشاهير لا يملون من عرض وسرد الحماقات والأوهام، رغم أنه من المفترض أنهم قدوة للمجتمع، إلا أنهم مستمرون في عرض سلوكياتهم وسخافاتهم، ليأتي ضعفاء النفوس وينجرفوا خلفهم في هباتهم وسلوكياتهم الدخيلة، ضاربين الدين والقيم والأخلاق عرض الحائط !


فعلاً صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: “لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا بذراعٍ حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ تبعتموهم.. قلنا يا رسول اللّه اليهود والنّصارى قال فمن؟”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .