العدد 4836
الإثنين 10 يناير 2022
banner
لتكن وقفة صريحة
الإثنين 10 يناير 2022

كثيرون يعتقدون أنّ خوض المعترك البرلماني عملية سهلة، متناسين أنّ الفوز بالمقعد النيابيّ لا يمثل سوى الأقل من هذه المهمة، وفاتهم أنّ ما يترتب عليه من حمل الأعباء الجسام الذّي هو الهم الأكبر وإنجاز ما تعهدوا به وأقسموا عليه من أمانة لا يجب التفريط بها أو التنصل منها، أمّا الذين امتنعوا وبملء إرادتهم رغم امتلاكهم كل مؤهلات العمل البرلماني فلم يكن تفريطا في الواجب المجتمعيّ ولا تنصلا من مسؤولية، لكن لاعتقادهم أنّ هناك من هم أجدر وأكفأ وأقدر على النهوض بهذه المسؤولية منهم.. إنّ جرس الضمير يحذرهم بجسامة المهمة، والصراحة تقتضي القول انّ من استطاعوا النهوض بأعباء العمل البرلماني وتمثيل أبناء دائرتهم هم قلة، وكم كنا نتمنى لو أن من استسلموا لإغراءات المنصب ووجاهته لو أنهم فكروا أكثر من مرة حفاظا على صورتهم أولا ومصالح المواطن ثانيا، هل كان يدرك هؤلاء أنّ الأعباء ثقيلة والثقة التي منحت لهم لا يمكن المساومة عليها.. ولا المساومة عليها؟ 
لا نريد كمواطنين من السادة الأعضاء سوى وقفة صريحة وصادقة مع النفس وإلى أي مدى كان نجاحهم والقضايا التي استطاعوا الترافع فيها بنجاح، وتلك التي أخفقوا فيها وعلى ضوئها يقررون إذا كان بالإمكان إعادة الترشح ثانية، كناخبين فإنه يؤسفنا القول إنّ هناك من تنصل من كل الوعود إبان حملاته الانتخابية دون أن يرف له جفن، وأمامنا أحد نواب الشمالية الذي بلغ تجاهله واستخفافه بأبناء الدائرة حد عدم الرد على الاتصالات، ناهيك عن أنه لم يقم بزيارة واحدة لهم طوال الدورات السابقة رغم نداءاتهم المتكررة! والذي يدعو للاستغراب والدهشة أنه عندما توجه له كلمات النقد بغية النصح فإنه يقابلها بالغضب والاستياء الشديد.
التجربة برهنت أنه ليس بمقدور أي نائب غير مؤهل أن يحقق حلم مواطنيه مهما برع في إظهار الأداء وتوسل الخطب والبلاغة طريقاً. قلة من النواب كسبوا ثقة الناخبين واستحقوا التقدير والثناء، وكان نتيجة تفانيهم في أداء رسالتهم وتواصلهم، فكانوا بحق رجال صدق فلهم منا كل الشكر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية