+A
A-

شهداؤنا وهبوا أرواحهم فداء للبحرين في ساحة الشرف وميدان البطولة

تفضل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬فشمل‭ ‬برعايته‭ ‬الكريمة‭ ‬أمس‭ ‬مراسم‭ ‬يوم‭ ‬الشهيد‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الصخير،‭ ‬بحضور‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

ولدى‭ ‬وصول‭ ‬الموكب‭ ‬السامي‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬ترافقه‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬الخيالة،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الاستقبال‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ورئيس‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الركن‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬كما‭ ‬حضر‭ ‬المراسم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬والضباط‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬وأسر‭ ‬الشهداء‭.‬

بعدها‭ ‬توجه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬إلى‭ ‬المنصة‭ ‬الرئيسة،‭ ‬حيث‭ ‬عزف‭ ‬السلام‭ ‬الملكي‭.‬

وبعد‭ ‬تلاوة‭ ‬عطرة‭ ‬من‭ ‬آيات‭ ‬من‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم،‭ ‬أطلقت‭ ‬المدفعية‭ ‬طلقة‭ ‬واحدة،‭ ‬ثم‭ ‬وقف‭ ‬الجميع‭ ‬دقيقة‭ ‬صمت،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أطلقت‭ ‬المدفعية‭ ‬طلقة‭ ‬واحدة‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬نهاية‭ ‬الصمت،‭ ‬ثم‭ ‬مر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬المقاتلة‭ ‬التابعة‭ ‬لسلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬البحريني؛‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬الوفاء‭ ‬لشهداء‭ ‬الواجب،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تقدم‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬إلى‭ ‬بداية‭ ‬الطابور،‭ ‬حيث‭ ‬أدى‭ ‬التحية‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭.‬

بعدها‭ ‬عزفت‭ ‬الفرقة‭ ‬الموسيقية‭ ‬لحن‭ ‬الرجوع‭ ‬الأخير‭.‬

ثم‭ ‬تفقد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حرس‭ ‬الشرف‭ ‬الذي‭ ‬اصطف‭ ‬لتحيته،‭ ‬بعدها‭ ‬ألقى‭ ‬رئيس‭ ‬الدائرة‭ ‬الشرعية‭ ‬بمحكمة‭ ‬التمييز‭ ‬خطيب‭ ‬جامع‭ ‬الفاتح‭ ‬الاسلامي‭ ‬الشيخ‭ ‬عدنان‭ ‬القطان،‭ ‬خطبة‭ ‬ودعاء‭ ‬الشهيد‭:‬

‭ ‬بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

الحمد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬أشرف‭ ‬الأنبياء‭ ‬والمرسلين،‭ ‬سيدنا‭ ‬ونبينا‭ ‬محمد‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬أجمعين‭..‬

حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المفدى‭ ‬حفظكم‭ ‬الله‭ ‬ورعاكم‭...‬

صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظكم‭ ‬الله‭ ‬ورعاكم‭...‬

أصحاب‭ ‬السمو‭ ‬والمعالي‭ ‬والسعادة‭..‬

جنود‭ ‬الوطن‭ ‬البواسل‭ ‬الأبطال،‭ ‬أهالي‭ ‬وأبناء‭ ‬الشهداء‭ ‬الأبرار،

الإخوة‭ ‬والأخوات‭ ‬الكرام‭..‬

السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.. ‬وبعد‭:‬

يقول‭ ‬الله‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭: (‬وَلَا‭ ‬تَقُولُوا‭ ‬لِمَن‭ ‬يُقْتَلُ‭ ‬فِي‭ ‬سَبِيلِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬أَمْوَاتٌ‭ ‬بَلْ‭ ‬أَحْيَاءٌ‭ ‬وَلَكِن‭ ‬لَّا‭ ‬تَشْعُرُونَ‭) ‬بعد‭ ‬شكر‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬نتقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬والامتنان،‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬الذي‭ ‬خصص‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬يوماً‭ ‬للشهيد؛‭ ‬تخليداً‭ ‬ووفاء‭ ‬وعرفاناً‭ ‬لتضحيات‭ ‬وعطاء‭ ‬وبذل‭ ‬شهداء‭ ‬الوطن‭.‬

فتحية‭ ‬إجلال‭ ‬وإكبار‭ ‬ملؤها‭ ‬المحبة‭ ‬والافتخار،‭ ‬والكرامة‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬لكل‭ ‬شهدائنا‭ ‬الأبطال‭ ‬عبر‭ ‬تاريخ‭ ‬وطننا‭ ‬الغالي‭ ‬الحافل‭ ‬بالتضحيات،‭ ‬قديماً‭ ‬وحديثاً،‭ ‬منذ‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المؤسس‭ ‬الأول‭ ‬أحمد‭ ‬الفاتح‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬الذين‭ ‬قدّموا‭ ‬أرواحهم‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬دينهم‭ ‬ووطنهم،‭ ‬وذوداً‭ ‬عن‭ ‬شرفهم‭ ‬وحقوقهم‭ ‬وشرعيتهم،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الجليلة،‭ ‬نرفع‭ ‬أكف‭ ‬الضراعة‭ ‬إلى‭ ‬المولى‭ ‬العلي‭ ‬القدير،‭ ‬داعين‭ ‬لشهدائنا‭ ‬الأبرار‭ ‬ماضياً‭ ‬وحاضراً،‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬البحرين،‭ ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وفي‭ ‬التحالف‭ ‬العربي،‭ ‬ولكل‭ ‬شهيد،‭ ‬بالرحمة‭ ‬والمغفرة،‭ ‬ودخول‭ ‬الجنان‭.‬

ونقول‭: ‬اللهم‭ ‬ارحم‭ ‬أرواحاً‭ ‬صعدت‭ ‬إليك‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬بيننا‭ ‬وبينها‭ ‬إلا‭ ‬الدعاء‭.‬

اللهم‭ ‬أبدل‭ ‬شهداءنا‭ ‬الأبرار،‭ ‬داراً‭ ‬خيراً‭ ‬من‭ ‬دارهم،‭ ‬وارحمهم‭ ‬واغفر‭ ‬لهم،‭ ‬وتجاوز‭ ‬عن‭ ‬سيئاتهم،‭ ‬ونقهم‭ ‬من‭ ‬الذنوب‭ ‬والخطايا‭ ‬كما‭ ‬ينقى‭ ‬الثوب‭ ‬الأبيض‭ ‬من‭ ‬الدنس،‭ ‬اللهم‭ ‬وأسكنهم‭ ‬فسيح‭ ‬جناتك،‭ ‬وبشّرهم‭ ‬بقولك‭ ‬كلوا‭ ‬واشربوا‭ ‬هنيئاً‭ ‬بما‭ ‬أسلفتم‭ ‬في‭ ‬الأيّام‭ ‬الخالية،‭ ‬اللهم‭ ‬ألهم‭ ‬آباءهم‭ ‬وأمهاتهم‭ ‬وأهلهم‭ ‬وأولادهم‭ ‬ومحبيهم‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان،‭ ‬واجمعهم‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬جناتك‭ ‬جنات‭ ‬النعيم‭ ‬يا‭ ‬ذا‭ ‬الجلال‭ ‬والإكرام‭...‬

اللهم‭ ‬آمنا‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬خليجنا،‭ ‬واجعل‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العزيز‭ ‬آمناً‭ ‬مطمئناً‭ ‬سخاءً‭ ‬رخاءً‭ ‬وسائر‭ ‬بلاد‭ ‬المسلمين،‭ ‬اللهم‭ ‬وفق‭ ‬ولي‭ ‬أمرنا‭ ‬ملكنا‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬لما‭ ‬تحب‭ ‬وترضى،‭ ‬اللهم‭ ‬احفظه‭ ‬وارزقه‭ ‬بركة‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬ونوراً‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬ورضاً‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬وصحة‭ ‬وعافية‭ ‬في‭ ‬البدن‭ ‬وأطل‭ ‬في‭ ‬عمره‭ ‬وتوله‭ ‬بعنايتك‭ ‬ورعايتك‭ ‬وأصلح‭ ‬أولاده‭ ‬وذريته‭ ‬يا‭ ‬سميع‭ ‬الدعاء،‭ ‬اللهم‭ ‬أقر‭ ‬عينه‭ ‬بتآلف‭ ‬قلوبنا‭ ‬واجعلنا‭ ‬له‭ ‬جنوداً‭ ‬في‭ ‬الحق‭ ‬وعوناً‭ ‬للخير‭ ‬يا‭ ‬ذا‭ ‬الجلال‭ ‬والإكرام‭.‬

اللهم‭ ‬إنا‭ ‬نستودعك‭ ‬وطننا‭ ‬وخليجنا‭ ‬وجنودنا‭ ‬البواسل‭ ‬المرابطين‭ ‬الذين‭ ‬يحاربون‭ ‬عدوك‭ ‬وعدوهم،‭ ‬اللهم‭ ‬احفظهم‭ ‬براً‭ ‬وبحراً‭ ‬وجواً‭ ‬وانصرهم‭ ‬على‭ ‬الطاغين‭ ‬الباغين‭ ‬المعتدين،‭ ‬اللهم‭ ‬سدد‭ ‬رميهم،‭ ‬وثبت‭ ‬أقدامهم،‭ ‬وأنزل‭ ‬سكينتك‭ ‬عليهم‭ ‬واحفظهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

ربنا‭ ‬تقبل‭ ‬منا‭ ‬إنك‭ ‬أنت‭ ‬السميع‭ ‬العليم،‭ ‬وتب‭ ‬علينا‭ ‬إنك‭ ‬أنت‭ ‬التواب‭ ‬الرحيم‭.‬

سُبْحَانَ‭ ‬رَبِّكَ‭ ‬رَبِّ‭ ‬الْعِزَّةِ‭ ‬عَمَّا‭ ‬يَصِفُونَ،‭ ‬وَسَلَامٌ‭ ‬عَلَى‭ ‬الْمُرْسَلِينَ،‭ ‬وَالْحَمْدُ‭ ‬لِلَّهِ‭ ‬رَبِّ‭ ‬الْعَالَمِينَ‭..‬

وصلى‭ ‬الله‭ ‬وسلم‭ ‬على‭ ‬نبينا‭ ‬محمد‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬أجمعين‭.‬

نقرأ‭ ‬الآن‭ ‬سورة‭ ‬الفاتحة‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬الساعة‭ ‬ساعة‭ ‬إجابة‭ ‬وقبول‭.‬

‭ ‬بعدها‭ ‬قرأ‭ ‬الجميع‭ ‬الفاتحة‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬شهداء‭ ‬الوطن‭.‬

عقب‭ ‬ذلك‭ ‬تقدم‭ ‬رئيس‭ ‬المراسم‭ ‬الملكية‭ ‬باستئذان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬ليتفضل‭ ‬جلالته‭ ‬بالدعاء‭ ‬أمام‭ ‬الصرح،‭ ‬وسقي‭ ‬النخلة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬رمز‭ ‬الحياة‭ ‬الدائمة‭.‬

واختتم‭ ‬يوم‭ ‬الشهيد‭ ‬بعزف‭ ‬السلام‭ ‬الملكي‭.‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬المجيدة‭ ‬تفضل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بالتصريح‭ ‬السامي‭ ‬قال‭ ‬فيه‭:‬

يطيب‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬أن‭ ‬نحتفي‭ ‬معاً‭ ‬بذكرى‭ ‬يوم‭ ‬الشهيد،‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬مجيدة‭ ‬تخليداً‭ ‬وتكريماً‭ ‬لجميع‭ ‬شهدائنا‭ ‬الأبرار‭ ‬الشجعان‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬البحرين‭ ‬المخلصين‭ ‬منذ‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المؤسس‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬فقد‭ ‬ضحوا‭ ‬بأرواحهم‭ ‬الزكية‭ ‬الطاهرة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬وطنهم‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الشرف‭ ‬وميدان‭ ‬البطولة‭ ‬خلال‭ ‬أداء‭ ‬واجبهم‭ ‬السامي‭ ‬المشرف‭ ‬لتظل‭ ‬راية‭ ‬الوطن‭ ‬خفاقة‭ ‬شامخة،‭ ‬مجسدين‭ ‬بذلك‭ ‬أسمى‭ ‬قيم‭ ‬الشجاعة‭ ‬والفداء‭ ‬فأصبحوا‭ ‬فخراً‭ ‬للبحرين‭ ‬ونبراساً‭ ‬مضيئاً‭ ‬تهتدي‭ ‬به‭ ‬أجيالنا‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬بأسمى‭ ‬معانيه‭.‬

إن‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬سيظل‭ ‬مناسبةً‭ ‬جليلة‭ ‬في‭ ‬مسيرتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬ملؤها‭ ‬الاعتزاز‭ ‬والفخر‭ ‬بأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬البواسل‭ ‬الذين‭ ‬استشهدوا‭ ‬داخل‭ ‬الوطن‭ ‬وخارجه‭ ‬نصرهً‭ ‬للحق‭ ‬وإرساء‭ ‬العدل،‭ ‬ودفاعاً‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬وسيادة‭ ‬أوطاننا‭ ‬والتصدي‭ ‬للإرهاب‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والإغاثة‭ ‬للأشقاء‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭ ‬وقيمنا‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬فسطروا‭ ‬أروع‭ ‬معاني‭ ‬البطولة‭ ‬والعطاء‭ ‬سيراً‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬الكرام،‭ ‬الذين‭ ‬على‭ ‬مآثرهم‭ ‬بنينا‭ ‬مسيرتنا‭ ‬الحضارية‭ ‬الظافرة‭ .‬

وأضاف‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى،‭ ‬كما‭ ‬يطيب‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬المجيدة‭ ‬أن‭ ‬نوجه‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭ ‬إلى‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬الباسلة‭ ‬ومؤسساتنا‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬برسالتهم‭ ‬السامية‭ ‬النبيلة‭ ‬صفاً‭ ‬واحداً‭ ‬للذود‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬وكرامة‭ ‬أهله‭ ‬بكل‭ ‬شجاعة‭ ‬وإقدام‭.‬

وقال‭ ‬جلالته،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬يوم‭ ‬التقدير‭ ‬لمن‭ ‬يستحق‭ ‬العرفان‭ ‬والثناء‭ ‬بأسمى‭ ‬معانيه،‭ ‬فكل‭ ‬شهيد‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬فخر‭ ‬لأهله‭ ‬وإخوانه‭ ‬في‭ ‬السلاح،‭ ‬فقد‭ ‬سطر‭ ‬شهداؤنا‭ ‬الأبرار‭ ‬تاريخاً‭ ‬مجيداً‭ ‬من‭ ‬البطولات‭ ‬خلدت‭ ‬أسماؤهم‭ ‬وأسماء‭ ‬أسرهم‭ ‬فأصبحوا‭ ‬عزاً‭ ‬لوطنهم‭ ‬ولأهلهم‭.‬

وإن‭ ‬أسر‭ ‬الشهداء‭ ‬الكرام‭ ‬لا‭ ‬يقلون‭ ‬بطولة‭ ‬عن‭ ‬أبنائهم،‭ ‬فقد‭ ‬ضربوا‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬بثباتهم‭ ‬ووطنيتهم‭ ‬العالية،‭ ‬فتحية‭ ‬إكبار‭ ‬لكل‭ ‬أمٍ‭ ‬وأب‭ ‬نهل‭ ‬منهم‭ ‬الشهداء‭ ‬القيم‭ ‬الوطنية‭ ‬الرفيعة‭ ‬وغرسوا‭ ‬في‭ ‬أبنائهم‭ ‬شيم‭ ‬الإخلاص‭ ‬والفداء‭ ‬لوطنهم،‭ ‬كما‭ ‬نشيد‭ ‬بالمواقف‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬المواطنون‭ ‬الكرام‭ ‬من‭ ‬تماسك‭ ‬ومؤازرة‭ ‬مع‭ ‬ذوي‭ ‬الشهداء،‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬عهدناه‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المواقف‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأكدوا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شهيد‭ ‬من‭ ‬شهدائنا‭ ‬البواسل‭ ‬هو‭ ‬ابن‭ ‬لكل‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬الواحد‭ ‬المترابط‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬شهداءنا‭ ‬الأبرار‭ ‬وإخوانهم‭ ‬من‭ ‬شهداء‭ ‬دولنا‭ ‬الشقيقة‭ ‬وأسكنهم‭ ‬فسيح‭ ‬جنانه‭ ‬مع‭ ‬الشهداء‭ ‬والصديقين،‭ ‬وجزى‭ ‬الله‭ ‬أهلهم‭ ‬وذويهم‭ ‬خيراً،‭ ‬وأدام‭ ‬على‭ ‬وطننا‭ ‬العزيز‭ ‬المنعة‭ ‬والخير‭ ‬والازدهار‭.‬