مع احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، تقدم قيادتنا الحكيمة نموذجًا يحتذى به لدول العالم في الحرص على المواطنين وفي الدفع بمسيرة التقدم والتنمية بخطى ثابتة رغم جسامة التحديات واستمرار إفرازات وتداعيات جائحة فيروس كورونا كوفيد 19 التي ألمت بالعالم منذ نحو عامين وأحدثت تآكلاً كبيرًا في بنية دول عديدة، إضافة إلى ما خلفته من ضحايا ومصابين بالملايين .
وإننا إذ نرفع اسمى آيات التهاني والتبريكات إلى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وإلى الشعب البحريني بمختلف أطيافه وانتماءاته، لنعبر عن عميق الفخر والاعتزاز بما يتحقق من انجازات على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من الإنجازات الكبيرة التي تعكس جهودا مضنية ومبادرات هائلة يقوم بها فريقنا الوطني بقيادة فذة من سمو ولي العهد رئيس الوزراء مكنت المملكة من التعامل مع التحديات والمضي بمسيرتها التنموية لأفاق أكثر رحابة وازدهارًا.
مثلت الجائحة وعلى امتداد نحو عامين الاختبار الحقيقي لقدرات الدول وإمكاناتها، إذ رأينا دولاً تملك موارد هائلة لكنها لم تستطع اجتياز هذا الاختبار الذي اثبتت فيه المملكة تميزًا وحققت نجاحًا لافتًا.
وإذا كنا نلحظ في جميع دول العالم أن الاقتصاد والموارد المالية هي الخاسر الأكبر (بعد الخسائر البشرية) جراء الجائحة، فإذا بقيادتنا الحكيمة تعلن عن خطة طموحة وشاملة للتعافي الاقتصادي، وهي خطة تلمس واقعًا قائمًا وتلبي مستقبلاً مرغوبًا، إذ وضعت يدها على وضعنا الراهن واشتملت من البرامج والمبادرات ما يضمن الانتقال بنا لمستقبل مشرق ومزدهر في كل المجالات الاقتصادية والتنموية.
إن الاحتفال بأعيادنا الوطنية كان وسيبقى عنوانًا لاستذكار المنجزات الحضارية التي تتحقق في شتى الاصعدة لتؤكد أن البحرين هي الشريان النابض في المنطقة ودائما نراها متصدرة المشهد في اللحمة الخليجية والعربية والإسلامية وواحة للتعايش والسلام.