+A
A-

إبراهيم حسن كمال... ربط العمل التجاري بقضايا الأمة العربية والإسلامية

إبراهيم حسن كمال من مواليد مدينة المحرق العام 1915، وهو أحد الوجوه البارزة بالبحرين في مجال العمل الاجتماعي والخيري والثقافي إلى جانب النشاط التجاري المتميز.
كان لدراسته الدينية وتتلمذه على يد علماء الدين بالمملكة في الفقه والنحو والتوحيد وحفظ القرآن الكريم، أثرها البالغ على اتجاهه نحو الأعمال الاجتماعية والدينية وإسهاماته المتعددة في أعمار بيوت الله وبناء المساجد.
درس علوم القرآن الكريم والفقه على يد معلم (الشيخ محمد الحجازي رحمه الله) في مدرسة أهلية بمدينة المحرق وبعدها التحق بمدرسة الهداية الخليفية.
وعمل الراحل خلال الثلاثينات من القرن الماضي مع والده في التجارة ثم تركها ليعمل سكرتيرًا لدى المرحوم الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة وزير المعارف آنذاك لمدة 36 عامًا، ومارس الأعمال الحرة منذ العام 1951. له مساهمات وأنشطة اجتماعية وتطوعية مختلفة فهو عضو في كل من: نادي البحرين ثم أصبح سكرتيرًا فخريًا له بعد ذلك أصبح رئيسًا في للنادي لفترة طويلة، وعمل أمينًا عامًا لاتحاد الأندية الوطني، وشغل عضوية مجالس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين لـ 6 دورات.
وكان للراحل مشاركة فعلية في إصدار مجلة شهرية باسم (صوت البحرين) في العام 1950، إذ كان رئيسًا لتحريرها.
وساهم في إنشاء المساجد بالبحرين وله مساهمات لا تعد في الكثير من اللجان لجمع التبرعات لصالح المنكوبين في البحرين، وكذلك عضويته في العديد من المجالس والإدارات مثل: مجلس إدارة المجهود الحربي التابع لوزارة العدل والشؤون الإسلامية، رعاية الطفل والأمومة ومعهد الأمل للأطفال المعوقين.
وفي تاريخ 10 فبراير 1959 انتخب عضوًا لإدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين الذي كان برئاسة المرحوم يوسف أكبر علي رضا، وبعد مرور 3 سنوات أي في العام 1963 انتخب عضوًا للإدارة. كما شغل منصب المشرف على تحرير مجلة غرفة تجارة وصناعة البحرين بعنوان (الحياة التجارية).
في مارس 1965 تم انتخابه لمنصب سكرتير فخري لمجلس الإدارة، كما اختير في الجلسة الأولى للمجلس المنعقد بتاريخ 29 مارس 1965 رئيسًا للجنة الفرعية للشكاوى والخلافات التجارية لصنف المعدات والكماليات.
وفي 19 فبراير 1968، تم انتخاب مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين طبقًا للقانون الأساس للغرفة بانتخاب 12 عضوًا للمجلس تنتهي عضوية 6 منهم بعد سنتين بالقرعة وينتخب بدلا منهم 6 أعضاء جدد ويبقى الستة الآخرين لمدة 4 سنوات، وقد انتخب الراحل إبراهيم حسن كمال أمينًا للصندوق، وكان آنذاك رئيس الدورة المرحوم علي عبدالرحمن الوزان.
وفي 28 فبراير 1972، انتخب عضوًا لمجلس الإدارة برئاسة الحاج خليل إبراهيم كانو كما عين رئيسًا للجنة المجلة في الجلسة الأولى المنعقدة في 6 مارس 1972. كما أعيد انتخابه أيضًا في 22 أبريل 1974 عضوًا لمجلس الإدارة برئاسة محمد يوسف جلال ورئيسًا للجنة المجلة.
وباقتراح من الراحل إبراهيم حسن كمال تم تشكيل لجنة لدراسة بعض مواد القانون الأساس والنظام الداخلي للغرفة، كما عین الراحل في منصب الأمين العام لاتحاد غرف تجارة وصناعة إمارات الخليج العربي. 
وحضر جميع الاجتماعات في جميع الدول ومن أهم المواضيع التي ناقشها المجلس في جلسته الثلاثين بتاريخ 5 يونيو 1976 والتي طرحها الراحل موضوع تخفيض رسوم النقل والشحن الجوي بين الأقطار العربية، إذ تقرر إعداد دراسة شاملة عن أجور السفر والشحن.
وأصدر الراحل مجلة “المجتمع الجديد” الأسبوعية في العام 1970 واستمرت لمدة 5 سنوات وكانت تهدف إلى نشر الوعي الاجتماعي والثقافي من خلال تشجيع التكافل الاجتماعي وإبراز الأعمال الخيرية والنشاطات التنمية في المجتمع.
وأنشأ أيضًا جمعية البحرين الخيرية وتولى كافة شؤونها بهدف مساعدة العجزة والأيتام وفقراء البلاد وكان ذلك في العام 1979، وفي العام 1983 أصدر مجلة “البحرين الخيرية” ورأس تحريرها حتى يوم وفاته في 18 يونيو 2000.
وعبر عمله التطوعي رئيسًا لمجلس إدارة جمعية البحرين الخيرية أشرف إبراهيم كمال على تنفيذ برنامج اجتماعي على مدى 10 سنوات يهدف لوضع أسس للمشروعات الاجتماعية القائمة على أساس إيجاد دخول ثابتة، للجمعية لتقديم المساعدات وتشجيع الأفراد والمؤسسات على المساهمة في التبرعات.


غرس مبادئ أساسية في الحياة
وعن الراحل، يقول ابنه العقاري رئيس مجلس إدارة مجموعة عقارات البحرين، حسن كمال لـ “البلاد الاقتصادي” إنه تعلم من والده الراحل مبادئ أساسية في الحياة قوامها المحافظة على الدين والأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية واحترام وتقدير الآخرين، وكذلك التواصل مع الآخرين في السراء والضراء وفي الأفراح والأتراح، كما تعلمت منه كيفية فتح المجال للأعمال الإنسانية، إذ أسس الوالد جمعية البحرين الخيرية للأعمال الخيرية والإنسانية قبل 40 عامًا ومازالت قائمة.
وأضاف أن الوالد (رحمه الله) ربط العمل التجاري بالعمل الاجتماعي بالشأن العام، كما كان ضابط ارتباط مكتب مقاطعة البضائع الإسرائيلية في الستينات، ودعا التجار لحملات جمع التبرعات إلى فلسطين، وجزء من عمله التجاري أن يربط قضايا الأمة العربية والإسلامية بالتجار في البحرين من خلال الأندية الوطنية لخدمة قضايا فلسطين.
وأشار إلى أن والده كان يسافر كثيرًا لإجراء صفقات تجارية خصوصًا في لبنان والهند ومصر وألمانيا وسويسرا، وكانت البحرين مازالت محطة ومحورا للخليج في كثير من القضايا المتعلقة بالتجارة، إذ كان أمينًا عامًا لاتحاد غرف تجارة وصناعة إمارات الخليج العربي يشارك مشاركة فاعلة في الاجتماعات المنعقدة في دول الخليج. وتابع حسن “الوالد ساهم مساهمة في فض المنازعات الأهلية، فكثير من التجار تحصل بينهم خلافات تصل إلى المحاكم إلا أنه كان يتوسط بينهم وديًا ويتم حل هذه المنازعات، وقد تمكن من حل العديد من الخلافات الأسرية العائلية خصوصًا على مستوى التجار ورجال الأعمال. وقد اكتسب الوالد خبرة وعلاقة وسمعة طيبة، معربًا عن اعتزازه وافتخاره بهذه الأبوة.
ولفت إلى أن والده حصل على جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية وجائزة الدولة للعمل الوطني العام 1992. كما تم تكريمه من الملك فهد آل سعود (رحمه الله) ضمن البارزين من كل من دول مجلس التعاون خلال القمة العاشرة لمجلس التعاون في مسقط بسلطنة عمان العام 1989.
وختم أن الراحل تم تكريمه من قبل الأمير الراحل صاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان آل خليفة ضمن رواد المحرق في نادي المحرق.