العدد 4701
السبت 28 أغسطس 2021
banner
هل يعود الملالي إلى فيينا؟ (2)
السبت 28 أغسطس 2021

التلفزيون الإيراني وصف عبداللهيان بأنه “دبلوماسي مرموق لمحور المقاومة”، وهو بالفعل كذلك، فالرجل لم يعرف عنه سوى علاقاته الوثيقة مع أذرع إيران ووكلائها المسلحين من ميلشيات وتنظيمات متطرفة في سوريا والعراق ولبنان، بينما دار أول حديث لعبداللهيان مع نواب في مجلس الشورى الإيراني حول إيمانه بأسلوب الجنرال قاسم سليماني في مجال السياسة الخارجية، وأنه سيمضي على هذا النهج، أي أنه جاء على عكس اتجاه سلفه ظريف الذي انتقد علناً تدخلات سليماني في السياسة الخارجية رغم جهله بأصولها وقواعدها! بما يعني أن نظام الملالي بات متسقاً مع ذاته، ولم يعد هناك مجال للحديث عن إصلاحي ومحافظ، فالمشهد السياسي بات متشحاً بلون الحرس الثوري، ولا ينتظر من وزير خارجية ظل يُعرف بأنه رجل الحرس في وزارة الخارجية الإيرانية، أن يبدي أي نوع من المرونة في حال جلس على مائدة تفاوض مع الغرب.

عموماً لا يتوقع انعقاد جولة تفاوض جديدة قريباً لأن عبداللهيان يقول إنه “يحاول تطوير نموذج وآلية جديدة للتشاور مع الخبراء في تحديد كيفية التعامل مع ملف الاتفاق النووي”، ما يعني أنه حتى لو حدد ميعادا للجولة السابعة فستكون جولة استكشافية بانتظار الآلية الجديدة التي يحاول عبداللهيان التوصل إليها، وهي غالبا ستكون آلية نابعة من فكر صدامي متشدد، فرغم خبرات الوزير الجديد نسبياً في المجال الدبلوماسي لكنه يبقى صاحب علاقات محدودة للغاية مع الأوساط الغربية، فضلاً عن كونه يميل دائماً لتنفيذ توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي بشكل دقيق من دون أية محاولة من جانبه للتفكير خارج الصندوق، وربما كانت هذه إحدى أهم السمات الشخصية التي رجحت كفته على المرشحين الآخرين للمنصب.

والواضح من تحليل رسائل الملالي في الشأن النووي أن رئيسي يريد مواصلة التفاوض ولكنه يريد تغيير استراتيجية الملالي وإظهار نهج جديد، لكن من الوارد أن يكون أحد أسباب المماطلة في إعلان موقف محدد إزاء مصير الجولة التفاوضية المقبلة هو الضغط على أعصاب المسؤولين الأميركيين الذين لا يريدون بالتأكيد المزيد من الإخفاقات لاسيما في ظل الانتقادات المتلاحقة التي تطال البيت الأبيض بسبب مشهد الانسحاب من أفغانستان. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية