العدد 4692
الخميس 19 أغسطس 2021
banner
طالبان... عصابة الجبال والكهوف وإجرام بكل التعريفات
الخميس 19 أغسطس 2021

حينما طرحت مراسلة قناة أجنبية سؤالا على أحد زعماء طالبان وهي ترتدي الحجاب.. هل ستسمحون بالديمقراطية، وهل سيكون للمرأة نصيب في الانتخابات؟ الأخ تلوى من الضحك حتى اقتلعت عيناه، وطلب منها وقف التصوير والمغادرة مع فريقها فورا!

هكذا هي جماعة طالبان الإرهابية التي تحاول بغباء إعادة تأويل ديننا الإسلامي العظيم وإنتاجه كدين جديد يخدم ممارساتها، فاستغلت اسم الدين وقمعت باسمه وحاربت الحريات والمثقفين والأدباء والعلماء وكل شخص مستنير، وأعطت لاستبدادها صفة القداسة، ولملكيتها صفة الألوهية. طالبان التي تسكن الجبال والكهوف كالعصابات حاربت المؤسسات السياسية والدينية المرتبطة بها جميع الحركات الإصلاحية والتنويرية، معتبرة انتقادها كجماعة هجوما على الدين، والدعوة إلى العلم هجوما على الدين أيضا، ومواجهة زعمائها خروجا على التعاليم المقدسة.

لكل معركة اجتماعية أقنعتها الآيديولوجية التي تخفي بشكل جزئي أو شبه كلي الدلالة الحقيقية لهذه المعركة، وطالبان تعتنق آيديولوجيا مناهضة ومناقضة لتعاليم الدين الإسلامي العظيم الذي كرم المرأة وأعطاها حقا لا تجوز لأحد مصادرته، وشجع على العلم والاستفادة من شتى المعارف، وكذلك الفنون طالما كانت في إطار المبدأ الأخلاقي، أي طالما كان هدف الفن هو السمو بالإنسان وأحاسيسه ومشاعره، فطالبان تحرف كل شيء عن مساره الصحيح ولا تسمح بإنتاج فكري خلاق ينفع الناس والمجتمع، حتى الرياضة وكرة القدم طالها الفكر الظلامي لطالبان ومنعت ابان فترة حكمهم.

ولمن يريد معرفة المزيد عن تطرف ودجل وشرور طالبان عليه مشاهدة فيلم “أسامة” الذي تم تصويره بالكامل في أفغانستان، حيث يسرد الفيلم قصة فتاة عمرها 10 سنوات تعيش في منزل يخلو من الرجال، وبما أن العمل محرم على النساء تضطر الفتاة لقص شعرها لتشبه الصبيان حتى تستطيع العمل ومساعدة أسرتها ويطلق عليها اسم “أسامة”، وبعد أن تكتشف طالبان خدعتها تقرر معاقبتها بزواجها من شيخ عجوز كهل وهي لم تتجاوز العاشرة من العمر، في مشهد يحمل الكثير من القسوة والإجرام واللاإنسانية بكل التعريفات الوصفية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .