+A
A-

راحلون وبصماتهم باقية: الوجيه عبدالله ناس.. رحلة كفاح ونجاح

لطالما كانت مشروعات البنية التحتية من المشروعات المهمة التي تولي لها مملكة البحرين اهتمامًا كبيرًا وتخصص لها ميزانيات وأولوية للتنفيذ. وتعتبر مجموعة ناس واحدة من أهم شركات البناء في المنطقة ومن أنجحها، كما أنها من الشركات التي تركت لها بصمات واضحة في تنفيذ هذه المشروعات على مدى الأعوام الماضية، وفازت بترسية مناقصات لتنفيذ مشروعات البنية التحتية ومنها إحدى المناقصات بقيمة 29.66 مليون دينار.


أسس المرحوم الوجيه رجل الأعمال عبدالله بن أحمد ناس، مجموعة ناس القابضة في العام 1963، وتضم المجموعة عددًا من الشركات في مجال الصناعة والبناء والتشييد. وقد بدأ حياته المهنية منذ أن كان عمره 15 عامًا في المملكة العربية السعودية، وعاد إلى البحرين في العام 1963 لتبدأ مع عودته تأسيس مجموعة ناس.


وتوفي الوجيه في 29 يوليو 2013. وكان قد ولد في العام 1936 بالمحرق، وبدأ دراسته في مدرسة البديع، وفي سن الـ 12 عامًا انتقل إلى المدرسة الصناعية في المنامة، التي كانت أول مدرسة صناعية في البحرين. وبدأ في تلك الفترة يعمل في أحد الكراجات لتصليح السيارات حيث كان يعمل بعد انتهاء اليوم الدراسي.


وعندما بلغ ناس الأب من العمر 15 عامًا غادر إلى المملكة العربية السعودية وعمل مساعدًا في شركة بناء في مدينة الجبيل الصناعية، وهناك تعلم الكثير من مهارات إدارة الأعمال التجارية ومجالات البناء والتشييد، كما استطاع أن يقوم بترجمة وثائق المزايدات والعطاءات الخاصة بمشروعات البناء من الإنجليزية إلى العربية، بعد ذلك عرضت عليه إحدى شركات البناء في المنطقة الشرقية بالسعودية العمل معها فاستمر في العمل طوال 10 سنوات حتى عاد إلى البحرين في العام 1963 فأسس المجموعة. وفي العام 1970 توسعت المجموعة وضمت نشاطات أخرى متخصصة، وساهمت المجموعة بصورة كبيرة في تطوير البنية التحتية والتجارية والصناعية في البحرين والقيام بعدد من المشروعات في القطاعات الاقتصادية الرئيسة.


وعن تأسيس مجموعة ناس، يقول رجل الأعمال رئيس مجلس إدارة المجموعة رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير عبدالله ناس، في فيديو نشره على حسابه على الانستغرام “إن والدي أسس الشركة مع جدي وعمي في تلك الفترة، وفي أول عام لتأسيس الشركة نفذوا مشروعات عدة منيت بخسائر، ولذلك طلب جدي عدم الاستمرار في الشركة وأخذ حصته، في حين استمر والدي وعمي شركاء في الشركة حتى العام 1970”، مضيفًا أن والده انفصل عن عمه بالعام 1970 واستمر في الشركة.


وتحدث ناس الابن عن أمنية المرحوم والده بشراء دراجة، يطلق عليها باللغة العامية “سيكل”، وطلب من جده شراءها إلا أن جده دعاه للعمل والحصول على المال الكافي ومن ثم اقتنائها، موضحا أن والده ذهب لتقديم طلب للعمل في مصفاة التكرير (الريفاينري) في شركة بابكو فحصل على وظيفة قراءة العدادات في منتجات التكرير. واختتم ناس بأن والده المرحوم كان ذكيًا ولديه قوة بديهية ويتعلم بسرعة إضافة لاختلاطه مع الإنجليز العاملين في بابكو في تلك الفترة فاكتسب مهارة في اللغة الإنجليزية.