+A
A-

الفنانة زينب السباع: ”العمق في العمل الفني يلامس الإنسان أكثر“

قيل أن الفن شكل من أشكال العلاج، وأن الإنسانية ستبدأ بالتحسن إذا أخذناه على محمل الجد كما نأخذ كل أساسيات الحياة، ضيفتنا هذه المرة فنانة مختلفة، حيث شقت طريقها بالإبرة والخيط، وراحت تنسج من الكلمات  والعبارات الخالدة أعمالا فنية متفردة، لم تكتفِ بذلك، بل استطاعت أن تجعل من الحجر وعقارب الساعة وكل ما يخطر على البال عملًا فنيًا، لتبرهن للآخرين أنالتميز يكمن في الأشياء البسيطة المهم هو وجود الإيمان والشغف. الفنانة زينب السبّاع ولقاء مع مسافات البلاد: 

 

ما الإلهام بالنسبة لك؟ 

سألتني عن الإلهام أو استيحاء الفكرة الفنية، بطبيعة الحال بداخل كل عقل فضاء كبير وغالبًا يكون الإلهام من عند الله عز وجل ولله الحمد، وحيث إن الفكرة لا يمكن أن تأتي في أي وقت، وهي نتيجة مشاعر الفنان الداخلية  والظروف المحيطه فيه / فيهن.                                                                                                  

 

أين تجدينه؟ 

أجده عند كل فكرة جديدة ومستحدثة تطرأ على فكري، وأصبو لتطبيقها حتى تظهر بشكل مبهر عن العمل الذي يسبقه أوعن اللوحة التي تم تنفيذها سابقًا، وأجده أيضًا عند كل محطّة فن وعند كل محطة فيها من التحدي والإبداع. 

معلقون وعالقون، الساعة الآن وغيرهم من الأعمال رغم بساطتها إلا أنها تركت أثرا،  كيف يستطيع الفن أن يلامس أعمق نقطة في الإنسان؟ 

وجود العمق في العمل الفني هو الذي يجعله أكثر ملامسة للإنسان، وحتى تكون الرسالة جديرة بالأثر ينبغي لك النظر بوضوح في هدف ما تريد إيصاله للمجتمع من فن راقٍ ومؤثر، أي هناك شغف وهدف عند كل عمل  حتى تراه يستقر في قرارة الإنسان وفي عمقه. 

 

هل يعتبر الخط الحر من الخطوط الكلاسيكة؟ ولماذا تستخدمينه في أغلب أعمالك؟

وجدت نفسي مولعة بالخط الحر والاستمرارية في إبراز هذا الفن الراقي والجميل هو ما دفعني إلى إبرازه وتبيانه في أغلب الأعمال، بالإضافة إلى حب الاكتشاف والاستمرارية فيه، كما تعرفين أو بما هو بارز في بعض  الأعمال الفنية تنوع في الخطوط، وجميع هذه الخطوط قيد الدراسة لوضعها بشكل منظم للاستخدام مستقبلا حالما أنتهي من تصنيفها لطرحها للاستخدام، وبالعودةإلى الشق الأول في اعتقادي لا، لتنوع الخط الحر وعدم وجود  تكوين تنظيمي للتنوع الموجود في تشكيلات الخط العربي الحر.  

 

الفن هل هو متنفس، منطقة راحة، أم محاولة هروب؟ 

أجد فيه المتنفس ومساحة مليئة بالجماليات، وأما عن منطقة الراحة فلا، كما ذكرت سابقا بأن روح التحدي والإصرار لمحاولة الهروب إلى عمل مؤثر جديد وعميق هو باعتباراتي وفي نظري الفن، وأينما وجدت التأثير في  لوحاتي أجد نفسي هاربة إلى لوحة أبعد وأعمق أكثر وأكثر.

تستخدمين مواد بسيطة وتصاميم عميقة أين يكمن السر؟ 

أرى في البساطة قلة العناصر، والفكرة في الأساس عامل ضروري من أجل أن يكون العمل مدهشًا، فمثلًا أستخدم اللونين الأسود والأبيض؛ لأنهما ألوان حيادية المعنى والشعور وتساعدني دومًا في التركيز على الفكرة أكثر  من أي عنصر جمالي آخر، حيث أجد فيهما حرية فنية لا يمكن التنازل عنها أو الإضافة لها إلا إذا تناسب الأمر. لابد للعمل أن يكون بسيطًا وأن نستخدم فيه أدواتتبرز معناه ولا تشوش على الفكرة حقيقتها، فتصبح عائمة  وبالنسبة للمشاهد غامضة. أحب أن تعبر أعمالي عن الفكرة بنفسها دون الدخول في متاهات المواد المساعدة. 

 

ما الذي يدفع زينب للمضي قدمًا؟ 

الدهشة هو أول شعور أتمنى أن يصل إلى الناس، والفن يعتبر فنا إذا خرج من قلب الفنان لقلب متذوقي الفن، فالذي يدفعني أن أمضي قدمًا هي الدهشة إلى جانب الشغف المتواصل والتحديات الموجودة لصنع المستحيل من  الأعمال الفنية.

 

 لكل فنان رسالته الخاصة، ما رسالتك؟ 

أن يثق كل إنسان بما يمتلك من موهبة ورسالة، وألا يخجل من نشر الجديد والمبتكر.

 

لوحة بيضاء وقلم أسود ماذا ستكتبين؟

"كل الذي عندي كلام لا يقال" - محمود درويش