العدد 4592
الثلاثاء 11 مايو 2021
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
لن نبتعد
الثلاثاء 11 مايو 2021

“مرت أيامه سريعا”، هكذا نقول دائمًا كلما اقتربنا من نهاية العشر الأواخر لشهر رمضان المبارك، وكأننا في عتب مع الأيام الثلاثين، نحاكيها كلما أخذنا الشوق لما مر منها، علها تعود كي نقترب أكثر من أنفسنا، ونسألها التأني في مرور ما تبقى منها كي نستأنس في تعويض ما فاتنا.

وفي حديثنا هذا الأسبوع.. نختتم معا سلسلة مقالاتنا الرمضانية بأقوى ومضة عنوانها “لن نبتعد”، وهي تجسيد لكل الحكاية التي نريد طالما أننا أبطال هذه الأيام ولدينا كل الإمكانيات التي تجعلنا أقرب قولاً وعملاً دون لوم أو عتب لما قد يفوت. والطريقة ليست سحرية أبدًا ولا تتطلب مجهودًا جبارًا، لأنها مقرونة بذواتنا، تبدأ بالارتباط الزمني وتوجيه الطاقة نحو الهدف حتى تتحقق الراحة النفسية التي تولد النظرة الإيجابية لما يحصده الشخص من رضا وتقدير، ولا غرو عندما نسرع أحيانًا وراء الحدث، ولا خوف أيضًا من تباطؤ الخطوات أحيانا أخرى فهي ليست عجزًا أبدًا، لكنها تقلبات طبيعية بسبب المستجدات وترتيب الأمور.. أيام قليلة ونبارك لبعضنا البعض على تمام النعمة ونسأل الله سبحانه قبول الطاعات، والعود الحميد.

جميلة هذه المحفزات والدعوات في معناها وفحواها، ونجزم الآن بحجم جهود المصممين والمبدعين لإطلاق عبارات التهنئة وتصميم الملصقات ونشرها عبر المنصات الإلكترونية، ومنها ستضج هواتفنا فرحًا وابتهاجًا، ومن هنا تحديدًا نختم الحكاية.. ففي كل يوم عيد جديد بأحلامه وطموحاته التي نحملها معه، نتفق ونتجادل ونتعاهد، لكننا حتمًا سنقترب أكثر ولن نبتعد. إذا واصلنا العزم ذاته وتمسكنا بأيامنا باعتبارها أيامًا ذهبية، واعتبرنا أيامنا القادمة منصة لاستقبال المحفزات والقرارات الصائبة، فإننا قد أكرمنا نفوسنا، ووضعنا لها منهاجًا وحققنا الراحة والاطمئنان الذي نريد، وبذلك تستمر خطوات الاقتراب أكثر وأكثر حتى تصل نحو الهدف الحقيقي بالقرب من الذات.

وسنبقى جاهزين لنشر الكرم ذاته، لذا تخيلوا معي الآن وبعد هذا كله.. كيف سنستقبل الأيام؟ وكيف سنودعها دون حسرة وألم؟ كل ذلك بثقة العود الحميد والخط الوشيج، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية