الطبقة المتوسطة بدأت تتلاشى لنقص الوعي المالي
خليفة: يجب ألا تتجاوز القروض 35 % من الرواتب
أشار الباحث الاقتصادي عارف خليفة إلى أن الطبقة المتوسطة بدأت تختفي من المجتمع البحريني والخليجي منذ قبل الجائحة، وأن الطبقة المتوسطة هم الأكثر ضررًا، فيجب على الفرد كتابة مصاريفه بشكل مستمر ليرى أن التسربات المالية هي اللي تسبب العجز. وأوضح أن اختفاء الطبقة الوسطى له أسباب عدة كأسعار القطاعات الرئيسة التي لا يمكن التخلي عنها كالاستثمار في التعليم والمدارس الخاصة، إلى جانب ارتفاع أسعار القطاعات الكمالية التي يرتادونها ويحركونها كقطاع السفر والضيافة والمطاعم، وانطباق معظم أنواع الضرائب عليهم، فهم متميزون بالمدخولات المنطبقة على هذه الضريبة بمقابل ثبات في إيراداتهم الشهرية أو انخفاض، وأيضًا عدم شمول أفراد تلك الطبقة في الدعم التي تقدمه الدولة لتخطي الراتب نسبة أعلى والحصول على نسبه أقل لا تتناسب مع الحالة المعيشية التي يعيشونها. وتابع أن الاستنزاف بالمدخرات لا يشعرون بها؛ لأنهم يصرون أنهم من الطبقة ذاتها ويفقدون بعض مهارات الهيكلة المالية والوعي المالي التي ترفعهم للطبقة المرتفعة وتحولهم إلى الطبقة ذات الدخل المنخفض.
جاء ذلك في حوار أجراه خليفة عبر اللقاء الافتراضي بمجلس طريف بعنوان “كيف تقيم وضعك المالي والتوزيع الذكي لبنود الميزانية المثالي وكيف تنمي مدخراتك”.
وأكد أنه يجب أن يكون لدى الفرد معايير لنسبة الأصول والديون والقروض التي لا تتجاوز 35 % من راتبه، فيوجد حاليًا تطبيقات في الهاتف النقال لإدارة الأموال.
ولفت إلى أن الفرد يجب أن يدرك نفسه من أي طبقة وليكن لديه شغف للتحول للأفضل وليكن لديه عقلية الغنى الاقتصادي (الأصول) وليس عقلية الفقير الذي يركز على الخصوم، فهناك غياب في التخطيط المالي لدى الفرد. وبين أن أنواع القروض هو القرض الاستهلاكي، القرض التجاري، والقرض الاستثماري، فالقرض الاستهلاكي يعتبر من أسوأ أنواع القروض خصوصا في بداية الحياة الوظيفية. وحذر خليفة حديثي التوظيف من أخذ القروض الاستهلاكية، فالكثير من البحرينيين وقعوا في المصيدة منذ أول سنوات توظيفهم. ودعا إلى تقليد الآخرين في السلوك المعيشي لتنمية أموالهم وليس صرف أموالهم. وأضاف: نتوقع انتعاش أسواق السيارات في الربع الثالث أو الرابع من 2021 ونتوقع سوقا قوية للسيارات الكهربائية في البحرين والمنطقة. وعن الادخار، أشار إلى أنه يوجد نوعان من أنماط الوعي المالي والاستهلاكي، كنمط يسمى صاحب السعادة ونمط صاحب البرادة، مشددا على ألا يقع الفرد في نمط صاحب السعادة وهي العقلية الغنية مقابل العقلية الفقيرة لذوي الدخل المنخفض. وبين أن التوزيع الأمثل في للميزانية الذكية للأسرة يجب أن يخصص للسكن والمنزل 25 %، المواصلات 20 %، والمعيشة بما فيها الأكل والاستجمام والسفر 25 %، المدارس والاستثمار في التعليم 18 %، و12 % للتوفير وتشمل توفير الطوارئ.
وقال “يجب أن يخطط الفرد للانتقال من الادخار إلى الاستثمار، فمن مميزات الاستثمار الفردي أنه لا يوجد استثمار مضمون ولكن بقدر الإمكان يجب أن يربط الفرد نفسه باستثمار يحمل نسبة كبيرة من الضمان، فيجب الاستثمار في مجال خبرة الفرد وما يستطيع أن يتحمل خسارته”.
ودعا إلى عمل صندوق ادخار عائلي، وبتنويع محفظة الاستثمار ما بين الاستثمار المحلي والإقليمي والعالمي على أن تقسم من حيث المخاطر لأي استثمارات ذات مخاطر منخفضة ومتوسطة ولا باس بأقل من 20 % من المحفظة في الاستثمارات ذات المخاطر المرتفعة.
ونوه إلى أنه يجب على المتقاعدين الحذر من التضخم والاستعداد له بزيادة الإيرادات أو تخفيض المصاريف الثابتة والمتحركة.