العدد 4564
الثلاثاء 13 أبريل 2021
banner
الآباء يغزلون مصائر أبنائهم وهم في المهد
الثلاثاء 13 أبريل 2021

“تهنئة”
“بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ قيادتنا، وأن يعيد هذه المناسبة الكريمة وأمثالها على شعب البحرين الوفي والأمة العربية والإسلامية بوافر اليمن والخير والبركات”.


إن النظريات الحديثة التي تعالج المشاكل التربوية كثيرة ومتضاربة، لكنها كلها تقريبا، تجمع على أن لكل طبيعته الخاصة وخلقه الخاص، وأنه يجب أن تتماشى التربية مع هذه الطبعة، أكثر مما تجانبها، غير أن أكثر الآباء يجهلون أو يتجاهلون هذه الحقيقة ويفرضون على أبنائهم نمطا تربويا موحدا.. هو النمط الذي يرضون عنه ويتناسب مع مزاجهم، فالبعض من أبنائهم ينغلق بعد أن كان منبسطا، والبعض الآخر ينبسط بعد انغلاق، والدليل على ذلك، أننا لو أتينا بطفلين يتمتعان بالصحة العقلية والفيزيولوجية المناسبة وعرضنا أحدهما للضغط والحرمان المتتالي، بينما انفتحنا للآخر ولبينا كل رغباته المألوفة، لألفينا أن الأول ينطوي على ذاته مع الأيام ويقتل رغباته الواحدة بعد الأخرى، بينما ينشط الثاني وتتسع آفاقه، وتتوضح شخصيته باضطراد.


إذا أغفل الآباء هذه الحقيقة، وإذا أغفلوا أيضا حقيقة أخرى أدلى بها أحد الفلاسفة وهي أن “الآباء يغزلون مصائر أبنائهم وهم في المهد”، أي أنه في السنوات الأولى من عمر الطفل والتي يعتبرها الآباء سابقة لأوان التربية تتحدد الخطوط الأساسية التي على ضوئها يرسم الطفل تاريخه ومستقبله، فإذا أهمل الآباء فعلا هذه الحقيقة من عمر الطفل وهم غالبا ما يهملونها على اعتبار أنها مرحلة غريزية، فإنهم يفسحون المجال لكي تتكون شخصية الطفل كيفما كان، أو لتكون صورة صادقة إلى حد بعيد عن شخصية الآباء أنفسهم، في حين أن واقع الحال يستدعي أن نراقب حركات أطفالنا العشوائية، فنشجع الصالح منها، ونقوم المنحرف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .