بحثت دراسة علمية حديثة في جامعة الخليج العربي عن علاقة ارتباطية بين التفاعل الاجتماعي لدى أطفال ذوي متلازمة داون وعلاقتها بالإصابة بالسمنة.

حيث هدفت الدراسة إلى الكشف عن نسبة انتشار السمنة لدى أطفال ذوي متلازمة دوان في مدارس الدمج بدولة الكويت. كما هدفت الدراسة التي تكونت من عينة قوامها 50 من التلاميذ ذوي متلازمة داون الملتحقين بمدارس الدمج بدولة الكويت إلى البحث عن الفروق في التفاعل الاجتماعي بين المصابين بالسمنة وغير المصابين من التلاميذ ذوي متلازمة داون.

البحث الذي حمل عنوان (العلاقة بين التفاعل الاجتماعي والسمنة لدى أطفال ذوي متلازمة داون) قدم من قبل الباحثة فجر راشد الشراد كجزء من متطلبات الحصول على درجة الماجستير من قسم صعوبات التعلم والإعاقات النمائية تخصص الإعاقة الذهنية.

وقالت الباحثة فجر الشراد إن تزايد اهتمام المجتمعات الإنسانية بالقضايا التي تخص الأفراد المعاقين ذهنياً والاضطرابات المتعلقة بها يأتي في إطار تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص لجميع الأفراد وحقهم في الاندماج في نشاطات المجتمع المدني في شتى المجالات.

وأضافت الباحثة الشراد، يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة داون من مشكلات عقلية ونمائية بسيطة أو متوسطة أو شديدة، وتتصف هذه الحالة بتأخر عام في النمو. إلا انهم يتميزون عن غيرهم من ذوي الاعاقات الذهنية بقدرتهم العالية على التفاعل الاجتماعي مع الأطفال والبالغين، والفهم الاجتماعي والتعاطف والصداقات ومهارات اللعب والاستقلال الشخصي والاجتماعي والسلوك المناسب اجتماعياً.

الا ان الباحثة استدركت مبينة ان الأطفال من فئة متلازمة داون قد يعانون من بعض المشكلات التي تتعلق بتغذيتهم، مما يؤدي الى زيادة وزنهم بصورة سريعة، لذا يجب حث ذوي متلازمة داون على النشاط الحركي عبر ممارسة الرياضة المحببة لهم، كي يكون باستطاعتهم عيش طفولتهم والتمتع بتكوين صداقات مع الآخرين والمشاركة بأنشطة المدرسة مع جماعة الأقران، والتي قد تكون السمنة سبب من أسباب حرمانهم منها مما يؤدي إلى محدودية تفاعلهم مع أقرانهم.

إلى ذلك، توصلت الدراسة إلى عدم وجود علاقة بين النشاط الحركي والاصابة بالسمنة لدى الأطفال ذوي متلازمة داون من عينة البحث. كما وجدت ان 25% من عينة البحث مصابة بالسمنة.

وعلى ضوء ذلك أوصت الدراسة بالكشف الدوري والمستمر على التلاميذ ذوي متلازمة داون للكشف عن مستوى السمنة لديهم. وعمل نشرات توعوية للتلاميذ ذوي متلازمة داون وأولياء أمورهم لتوعيتهم بأسلوب الأكل المناسب والصحي. وتكثيف الأنشطة الرياضية بالمدارس للحد من السمنة لدى التلاميذ ذوي متلازمة داون.

كما اقترحت الدراسة العمل على المزيد من البحوث مثل: الفروق في مستوى السمنة لدى التلاميذ ذوي متلازمة داون وبين التلاميذ المعاقين ذهنيا. دراسة العوامل النفسية المرتبطة بالسمنة لدى التلاميذ ذوي متلازمة داون. العادات الغذائية المرتبطة بالمسنة لدى التلاميذ ذوي متلازمة داون. العوامل الأسرية المرتبطة بالتفاعل الاجتماعي لدى التلاميذ ذوي متلازمة داون.

الجدير بالذكر ان الدراسة أعدت بإشراف الدكتورة مريم عيسى الشيراوي أستاذ التربية الخاصة المشارك بجامعة الخليج العربي. والدكتور ود حسين داغستاني أستاذ ا لتربية الخاصة المساعد بجامعة الخليج العربي. كما تكونت لجنة الامتحان من الأستاذ الدكتور علي حنفي أستاذ التربية الخاصة بجامعة الملك سعود، والأستاذ الدكتور عيد جلال أبو حمزة أستاذ الإرشاد النفسي المشارك بجامعة الخليج العربي.