ظاهرة الإدمان على التدخين آخذة في الاستفحال بدرجة مخيفة، ولا أدل على هذا من نتائج المسح الصحي الوطني الذي أجري في مملكة البحرين قبيل ثلاثة أعوام، والذي كشف عن نتائج تدعو إلى قرع جرس الإنذار. المدمنون على تدخين الشيشة بلغت نسبتهم 28 % بينما نسبة التدخين للأنواع الأخرى من التبغ كالغليون بلغت 86 %، ليس هذا فحسب ما يبعث على القلق، لكن الأكثر مدعاة للدهشة وغير المتوقع على الإطلاق أنّ أعداد الإناث المدخنات تفوق الذكور.. طبعا لهذه الظاهرة أسبابها فالبعض أرجعها إلى أنّ إقبال المرأة على عادة التدخين يمثل للكثيرات منهنّ دلالة على التحضر والرقيّ، ومن وجهة نظر البعض الآخر يمثل إثباتا للذات وتباهيا أمام الآخرين، والتدخين من الموضات التي اكتسحت العالم في العقود الأخيرة، وربما تعده بعضهن حرية شخصية لا يحق لأي أحد منعها، تماما كحرية السفر، وللحد من تفشي الظاهرة لجأت دول لإنشاء عيادات وبرامج توعوية لبيان أضرار التدخين على حياتهن ومستقبلهن، ورغم أن تلك العيادات أسهمت في التخفيف بنسبة ضئيلة لكن الذي لا تخطئه عين المراقب أن التدخين في تفشٍ ملحوظ حتى بين المراهقات.
لكن الأمر الصادم والعصي على المنطق في آن واحد أن نجد فئة من الكوادر الطبية تتعاطى التدخين بكل أنواعه وبشكل يوميّ وبشره مثير للدهشة من الجنسين معا، وبّينت دراسة على عدد من الطبيبات أنهنّ لجأن إلى التدخين بدافع الفضول، بينما لجأت نسبة أخرى تقدر بـ 47 % للتدخين بدافع “البريستيج”، أما الأطباء من الرجال فإنهم توجهوا لتعاطي التبغ منذ أن كانوا في سن المراهقة، وبعدها أصبحوا مدمنين حتى وهم أطباء، والذريعة التي يرفعونها أمام أي تساؤل لأحدهم “أن التدخين يشجعنا على العمل أكثر”، وسؤالنا هنا أليس باستطاعة هؤلاء الأطباء الإقلاع عن هذه العادة السيئة، علما أنهم أكثر الناس دراية بما يخلفه التدخين من أمراض مهلكة لحياة الإنسان؟!
في الولايات المتحدة الأميركية تأكد أن من يدخنون سجائر ولو بنسب قليلة من الممكن أن يتعرضوا لعواقب وخيمة، وربما هم عرضة للموت بنسبة قد تصل إلى 70 %.