حيّ “حالة بوماهر” الذي اندمج سكانه جغرافياً بجزيرة المحرق بعد التوسع الساحلي، كان جزيرة منفصلة تقع على الطرف الجنوبي من مدينة المدن المحرق التي اشتهرت كموطن تاريخي بقلعتها الشهيرة – قلعة بوماهر التي بناها البرتغاليون عام 1840م - التي تتوسط البحر في بداية طريق اللؤلؤ الشهير من جانب، وتثبيتها من قبل منظمة اليونيسكو كإحدى مواقع التراث العالمية التي تحمل أهمية تاريخية كبيرة بالرغم من صغر مساحتها من جانب آخر.
وبرز في حيّ الحالة “كما تعارف على تسميته اختصاراً” مركز “حالة بوماهر” الصحي كمعلم آخر يُلبي احتياجات ما لا يقل عن 9 مجمعات سكنية بعد أنْ بدأ تشغيله الفعلي أواخر عام 2014م لتقديم خدماته الصحية خلال فترتي الصباح والمساء للمواطنين والمقيمين في عياداته العامة والعيادات التخصصية الأخرى كالسكر والأمراض المزمنة والكشف المبكر والأشعة والصيدلية والمختبر والعلاج الطبيعي ورعاية الطفولة والأمومة، علاوة على أقسام البحث الاجتماعي والتثقيف الصحي والتمريض والأسنان.
وتكاد تكون الأخيرة – أي عيادة طبّ الأسنان بما تتضمنه من طبيب ومساعد طبيب وفني وأخصائي – واحدة من أهمّ التخصصات التي تعوزها المهارات الخاصة التي تستوجب تعاملاً قريباً جداً من المريض وتفرض تواصلاً مباشراً معه وسط أجواء من التعاون والانسجام أثناء إجراء العلاجات السنيّة المتعلقة بطبّ الفم والتقويم والعصب واللثة وغيرها بعد أخذ التاريخ الطبي وعمل الفحوصات التشخيصية للحالات المترددة، ومن ثَمَّ وضع الخطط العلاجية المناسبة.
يبقى الحديث عن قسم الأسنان بمركز “حالة بوماهر” الصحي بمدينة المحرق عيناً، يعود لمناسبة تلك الجهود الطبية اللافتة التي أفاضت بها جميع الكوادر العاملة – دون استثناء - بكفاءة منقطعة النظير، حيث تصدرت على وجه أخصّ في هذا المركز عيادتا تقويم ومعالجة عصب الأسنان اللتان تجلّت فيهما أبهى الدورس في إنسانية الطب، ممثلة في “الدينامو” الثنائي الشبابي البحريني القدير الدكتورة غادة الكواري والدكتور عبدالله الخنيزي بمعية الكوادر العاملة معهما، حيث أظهروا رعاية فائقة في غرس معاني الرحمة أثناء معالجة مرضاهم.
نافلة:
تتوالى المُنجزات التي تتجسد على أرض مملكتنا الغالية في مختلف القطاعات الوطنية، وفي مقدمتها الحقل الطبي الذي يبعث على الفخر والاعتزاز بعد أنْ أظهرتْ طواقمه الطبية عطاء غير محدود، فرضته طبيعة عملها الإنساني الفريد، لكوادر وطنية استحقّت لقب “ملائكة رحمة” عن جدارة واستحقاق في ظل الظرف الاستثنائي العصيب، الذي فاق الحسّ الإنساني فيها مستويات تُضارع أعلى المستويات العالمية في الإنجاز الطبي، ما تجلّى في إشادة رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور “تيدروس” بالجهود التي يبذلها الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا بقيادة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.