العدد 4508
الثلاثاء 16 فبراير 2021
banner
مدينة المحرق “أم المدن” والعمارة التقليدية منذ 1794م (1)
الثلاثاء 16 فبراير 2021

أعجبني كتاب “حفظ المباني التاريخية – مبان من مدينة المحرق” للدكتور سلمان المحاري في تناوله موضوع العمارة التقليدية في “أم المدن”، وصدر الكتاب من المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم – الشارقة) عام (2017م)، والكتاب بحق موسوعة شاملة كاملة في العمارة التقليدية بمملكة البحرين والمحرق، ويقع في 402 صفحة من الحجم الكبير، في 6 أبواب بواقع فصلين لكل باب، وخصص الباب الأول لمقدمة تاريخية ووصف المدينة وعمارتها، والثاني لمواد وتقنيات البناء، والثالث للعوامل ومظاهر تلف المباني التراثية، والرابع للمبادئ العلمية لصيانة المباني التراثية، والخامس للفحوص والتحاليل على مواد البناء، والباب السادس لموضوع الدراسة وجانبها التطبيقي، وتكررت كلمة “المحرق” (552) مرة، في الكتاب، و”البناء” (469)، و”البحرين” (361) مرة، ما يعكس حجم التركيز على المحرق كموضوع الكتاب، ويلخص مقالنا محتويات الباب الأول.

وإنني إذ أشكر الأخ المؤلف على إهدائي نسخة من الكتاب، فقد كان خير معين لي لبحثي عن مدينتي العريقة المحرق كمدينة اقتصادية حديثة ومركز سياسي برز في (1796م) ثم كعاصمة أولى للبحرين (1810 - 1923م) لها مكانتها العلمية والثقافية والتاريخية وتطورها العمراني، متناولينه في البابين الأول والسادس من وصف للمحرق وتاريخها وجيولوجيتها وتطور العمارة التقليدية في البحرين عموما وفي مدينة المحرق خصوصا، والعناصر المعمارية والزخرفية الجصية والخشبية والمعدنية، والسمات المعمارية لعمارتها التقليدية من جهة، وإيراد بعض النماذج المعمارية لها من جهة أخرى، والمتمثلة في نماذج خمسة، هي بيت المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين خلال الفترة (1869 - 1923)، وبيت ومجلس سيادي، ومسجد سيادي ودكاكين سيادي وبيت المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين في (1942 - 1961) الذي أنشئ عام (1794).

أما في وصف جزيرة المحرق، فتعرف بأنها الثانية في المملكة من حيث حجمها وموقعها شرقي العاصمة المنامة وهي الأكبر، وكان اسمها القديم “رفين” ومجموع مساحتها نحو 7 أميال مربعة و”تتميز بشواطئها الرملية ويحيط بها شريط من الصخور المرجانية” وفقا “لوريمر القسم الجغرافي” في عام (1976م). وتتشكل عمرانية الجزيرة من مدينة المحرق ومن قرى وحالات وأحياء أو فرجان، أما القرى فهي الدير نسبة إلى دير قديما كان بها، وقرية سماهيج وقلالي والحد والبسيتين وقرية عراد بقلعتها التي شيدها البرتغاليون في القرن 16 الميلادي. وهناك حالات كحالة بوماهر والنعيم والسلطة، وبمدينة المحرق أحياء إما نسبة إلى سكانها مثل فريج الشيوخ والبنعلي والمناعي وغيرها من العوائل، أو حسب المهن التي يحترفها قاطنوا هذه الفرجان، كفريج البنائين والحياك والصاغة. وللموضوع تتمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية