+A
A-

كيف استقبل العالم العربي العدد الأول من "كلمات"؟

أصدرت أسرة الأدباء والكتاب العدد الأول من المجلة الفصلية "كلمات" في خريف العام 1983.
وكانت منبرا قويا لذوي الاتجاهات الأدبية الجادة في مجال الشعر والقصة والمسرح والبحوث الأدبية والنقدية وغيرها، واستمرت في تأدية دورها الخلاق في تقديم المبدعين والمواهب الشابة حتى توقفت عن الصدور بعد العدد 21. ولكن كيف استقبل الوسط الأدبي في العالم العربي العدد الأول من مجلة "كلمات"، وهي مقارنة مع بقية المجلات العربية حديثة العهد؟ 
في أحد أعداد المجلة الشهيرة "أدب ونقد" التي كان يرأس تحريرها الطاهر مكي، ومديرة التحرير فريدة النقاش، ومستشارو التحرير: جمال الغيطاني ولطيفة الزيات وملك عبدالعزيز، جاء ذكر مجلة "كلمات" كما في الآتي:
تعودنا أن نلتقي بمجلات العالم العربي فنشتم منها رائحة النفط، فالطباعة والكتابات في معظمها هزيلة تسد فراغات الصفحات البيضاء، كما تعودنا أن تقوم هذه المجلات - في الغالب - على كتاب مصريين، ولكن هذه المرة نلتقي بمجلة متواضعة الإمكانات تطالب بعون المهتمين بشؤون الأدب الجادين، وتقوم صفحاتها على كل أبناء بلدها وان كانت تمديدها للكتاب العرب في كل مكان، لا لأنها تدفع أكثر وإن ما تدعيما لهذا النبت الذي ينمو ويخضر باتجاه النور.
فمن البحرين تأتينا المجلة الفصلية "كلمات" على رأس المشرفين عليها الشاعر قاسم حداد، يصدر العدد الأول بافتتاحية هي دعوة للانفتاح الأدبي والفكري على مختلف التيارات والمذاهب الأدبية المتوازنة مع الإحساس الإبداعي الأصيل، وهي خروج على أشكال الوصاية وتعزيز للاتجاه الجماعي المتالف، وهي أيضا دعوة للمشاركين في بناء ثقافة جديدة لكل المأخوذين بهاجس الكتابة وأرق المستقبل والحلم. 
و"كلمات" أخيرا ميدان لاختبار الأفكار والأساليب وفسحة لتشغيل الخبرة في مجال الأدب والفن. إذن فإن الواقع البحريني كما في كل الأقطار العربية اختلطت عليه قيم النقد الأدبي والعناصر الحضارية، وأصبح الكلام في الثقافة والأدب ترفا لا يدخل في برامج التنمية، ومن هنا لابد من وجود "كلمات "، كما وجدت غيرها من المجلات الأدبية والفنية التي تحمل الحلم والأمل والإمكانية.. فأين "كلمات" من 
من هذا؟


عدد واحد لا يكفي للحكم لكن الموضوعات المنشورة مؤشرات دالة – هناك الدراسات الأدبية "حدود الجاذبية المضطربة" لإبراهيم عبدالله غلوم، و "مستويات الرمز وفاعليته" لعلوي الهاشمي، و "عن تقاطع الأزمنة" لمحمد بنيس.
وهناك قصائد شعرية لقاسم حداد، وحمدة خميس، وقصص للأجيال الأدبية المتعاقبة: أحمد سلمان كمال، أمين صالح، خلف أحمد خلف، منيرة الفاضل، عبدالقادر عقيل، وشهادات أدبية لقصاصين وشعراء عن تجربة الكتابة عندهم وكيف بدأوا وكيف عانوا فعل الإبداع، وما النتائج التي توصلوا إليها في نهاية التجربة، فيتحدث قاسم حداد، عبدالقادر عقيل، علي الشرقاوي، أمين صالح، فماذا يقولون؟ 
الشاعر قاسم حداد يقول عن الشعر: هو هواء الزمان، هو بوصلة الوقت، وكل شعر لا يصوغ وقته ولا يبتكر مناخه، يتخلف عن حركة التاريخ، والشعر لا يهتم كثيرا من الذين يرغبون في الاسترخاء، الذي يسترخي سيتركه الزمن ومن يرغب في الاسترخاء عن الشعر، فالشعر ضد الاسترخاء بشتى أشكاله.
والقاص عبد القادر عقيل عن القصة القصيرة يقول: هي فن اللحظة الومضة التي تستطيع فجأة في قلب الظلام، فتتبدى للعين الكثير من الأشياء التي كانت متوارية. القصة القصيرة هي محاولة للكشف عن الأعماق البشرية للولوج إلى الداخل والوصول إلى القاع.
هذه بعض وجهات النظر، وهذه "كلمات"، فليكن حوارا مخلصا بين كل المبدعين العرب ولنستمع إلى كلمات الحقيقة والوضوح لتطوير أدوات التعبير وأساليب الكتابة الفنية.