العدد 4469
الجمعة 08 يناير 2021
banner
د. جاسم حاجي
د. جاسم حاجي
الطائرات الحضرية المستقلة
الجمعة 08 يناير 2021

السيارات الطائرة في الواقع حقيقية، ويمكنها تشكيل طريقة تنقلنا وعملنا وحياتنا في العقود القادمة، وقد حفزت التطورات في كثافة طاقة البطارية وعلوم المواد والمحاكاة الحاسوبية تطوير مجموعة من المركبات الطائرة الشخصية “وأنظمة الملاحة التي ستسمح لها بالتشغيل”، من الطائرات الشراعية الكهربائية إلى الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والطائرات المروحية الرباعية بدون طيار.

قد لا تبدو هذه الطائرات تمامًا مثل تخيلات فيلم “Blade Runner”، لكنها ليست بعيدة عنها تماما، أصغر بكثير من الطائرات التجارية، معظمها مصمم بدوارات بدلاً من الأجنحة، ما يسمح لها بالإقلاع والهبوط العمودي، وتسمح الدوارات المائلة، على سبيل المثال، بالكفاءة في الطيران الأمامي لمسافات أطول، بينما تم تصميم المركبات متعددة الدوارات لتقليل الضوضاء في رحلة التحليق، والأهم من ذلك، أن هذه المركبات مصممة لتقديم تنقلات أسرع من وسائل النقل التقليدية للأفراد، خصوصا في المدن التي تعاني من ازدحام مروري.

في الوقت الحالي، لا يزال سوق الطائرات الحضرية المستقلة نوعًا ما كالغرب، حيث تتنافس العشرات من الشركات الناشئة على تطوير حزم الطائرات النفاثة التجارية، والدراجات النارية الطائرة، وسيارات الأجرة الجوية الشخصية، ويتمسك أصحاب رؤوس الأموال، والسيارات والطيران، بمكانهم في هذه الصناعة المزدهرة، والتي قد تصل قيمتها إلى 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2040، وفي الوقت نفسه، تناقش سلطات الطيران السياسات ومعايير السلامة التي ستحكم عالم النقل الجديد هذا.

قد يؤدي النقل العمودي المؤتمت بالكامل مع سجل سلامة مؤكد إلى شعور الأشخاص بالاطمئنان، لكن شبكة واسعة من الأجسام الطائرة ستخلق مجموعة من التحديات الجديدة، سوف يجنب الإقلاع والهبوط العمودي أو فيتول “VTOL” الحاجة إلى مدارج أو مواقف للسيارات على الأرض، لكنه سيتطلب ممرات جوية مخصصة وموانئ في السماء لتخزين المركبات. قد تقلل سيارات الأجرة الجوية من عدد السيارات على الأرض وتعزز القدرة على التنبؤ بوقت الوصول والمغادرة، لكن العدد الهائل من الأجسام في السماء - المباني والطيور وطائرات التوصيل والطائرات.. سيتطلب من الطيارين التدرب على نوع جديد من ديناميكية تجنب العوائق، فـ “الطريق الجوي” لعدم وجود مصطلح أفضل سوف يحتاج إلى مجموعة قوانين خاصة به.

بالإضافة إلى ذلك، سيتعين على الشركات المصنعة والمشغلين إثبات أنه لن يتم إلحاق أي ضرر بالركاب أو الأشخاص على سطح الأرض، وبالتنسيق مع إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية والهيئات التنظيمية الأخرى، أنشأت وكالة ناسا “مقياس مستويات نضج التنقل الجوي في المناطق الحضرية”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .