العدد 4428
السبت 28 نوفمبر 2020
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
موتك هو موت كرة القدم !!
السبت 28 نوفمبر 2020

سمعت الخبر..لم أصدقه ولم أكن مكترثاً له..ظننته بأنه مجرد شائعة مثل سائر الشائعات العابرة..فتحت هاتفي..فوجدت سيلا من الرسائل محتواها نفس الخبر والكثير منها تؤكد صحته..ورغم ذلك كنت لازلت متماسكا ولازلت عند ظني بأنها مجرد شائعة لا أكثر..بيد أن الشكوك بدأت تنتابني..وحالة من الارتياب بدأت تراودني..فليس من المعقول أن الجميع يتحدثون بصحة الخبر ويتناقلونه فيما بينهم وأنا لا زلت مصراً على تكذيبه..حتى جاءني أبي المسن والذي لا تستهويه كرة القدم كثيرا وقال لي بنبرة حزينة “لقد مات مارادونا يا ابني”..حينها استوعبت فقط أن أفضل من لمس المستديرة عبر كل العصور قد رحل فعلا ولن يعود مجددا!!. يا إلهي!!


 صدمه كبيرة لكل عشاق كرة القدم برحيل دييغو ارماندو مارادونا الذي للتو كنا نهنئه بعامه الستين..وشاءت الاقدار أن يموت بسكتة قلبية مفاجأة وهو وحيد في منزله قبل أيام قليلة من خروجه من المصحة التي كان من المفترض أن يفارق الحياة فيها بعد انتكاس صحته!!.


 ماذا عسانا أن نقول في مارادونا؟؟..يكفي بأنه الوحيد في تاريخ كرة القدم من تمت مقارنته بمن سبقوه وبمن لعبوا معه وبمن اتوا من بعده..فقد قارونه ببيليه وبلاتيني وزيكو وميسي ورونالدينيو..وبقى هو الافضل دون منازع..ذهب إلى نادي نابولي ذلك النادي المغمور وانتشله من القاع وحقق معه المستحيل عندما توج بلقب الدوري الايطالي الذي كان متوهجاً آنذاك بقوته بل نجح معه بالفوز بكأس الاتحاد الاوروبي..ناهيك عن قيادته للارجنتين لوحده للفوز بكأس العالم 1986 وسط ذهول الجميع..حتى أن الاسطورة الالمانية بيكنباور قد قال حينذاك “كأس العالم 86 هو كأس مارادونا”!!.


  ارقد بسلام يا دييغو وثق تماما أن كرة القدم ستظل تتنفسك حتى آخر رمق لها وستعترف بأنك أفضل من لمسها عبر التاريخ إن طال الزمان أو قصر..فأنت كرة القدم..وموتك هو موتها!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية