+A
A-

المحرق تبكي معشوقها وتستذكر مآثره

هنا‭ ‬المحرق،‭ ‬حيث‭ ‬تبلغ‭ ‬مشاعر‭ ‬الشوق‭ ‬والحزن‭ ‬والأسى‭ ‬ذروتها‭ ‬على‭ ‬فراق‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬عشق‭ ‬المحرق‭ ‬فردّدت‭ ‬ذكرياته‭ ‬ومواقفه‭ ‬حكايات‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬تتناقلها‭ ‬الأجيال‭.‬

‭ ‬وحيث‭ ‬تعيش‭ ‬البحرين‭ ‬حدادًا‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬سمو‭ ‬الأمير،‭ ‬يستذكر‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬إسهامات‭ ‬وأدوار‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالواقع‭ ‬الخدمي‭ ‬للمحافظة،‭ ‬وحجم‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬أولاه‭ ‬سموه‭ ‬لمطالب‭ ‬واحتياج‭ ‬وتطلعات‭ ‬أبناء‭ ‬المحافظة،‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬تلبيتها‭.‬

يقول‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬غازي‭ ‬المرباطي‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬محرقي‭ ‬يفتخر‭ ‬بعلاقة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الراحل‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬بمدينة‭ ‬المحرق‭. ‬

‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬عادل‭ ‬في‭ ‬عطائه‭ ‬واهتمامه‭ ‬بجميع‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬تشهد‭ ‬بذلك‭ ‬توجيهاته‭ ‬ومتابعاته‭ ‬للجميع‭ ‬دون‭ ‬تفرقة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حب‭ ‬سموه‭ ‬للمحرق‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬القلب‭ ‬ويبادله‭ ‬أهل‭ ‬المحرق‭ ‬عشقهم‭ ‬له‭ ‬وتقديرهم‭ ‬للمساته‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مدينتهم‭ ‬والنهوض‭ ‬بوطنهم‭. ‬

‭ ‬وأضاف‭: ‬نحن‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬المحرق‭ ‬البلدي‭ ‬نفتخر‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الزيارات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬سموه‭ ‬بنفسه‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬البلدية،‭ ‬ومنها‭ ‬زيارته‭ ‬الكريمة‭ ‬بمناسبة‭ ‬افتتاح‭ ‬المبنى‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬تبعتها‭ ‬زيارات‭ ‬أخرى‭ ‬كانت‭ ‬ضرورية‭ ‬لتحريك‭ ‬عجلة‭ ‬المشاريع‭.‬

‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يكتفي‭ ‬بالتوجيهات‭ ‬والمتابعة‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬يضع‭ ‬مرهم‭ ‬العلاج‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬التفاصيل،‭ ‬ويذهب‭ ‬بنفسه‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬صناعة‭ ‬الحدث،‭ ‬ويعالج‭ ‬كافة‭ ‬العقد‭ ‬والمصاعب‭ ‬سواءً‭ ‬أكانت‭ ‬مالية‭ ‬أم‭ ‬فنية‭ ‬أم‭ ‬غيرها‭ ‬ولا‭ ‬تفوته‭ ‬فائتة‭.‬

‭ ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬كان‭ ‬عنوانًا‭ ‬للإصرار‭ ‬على‭ ‬الإنجاز‭ ‬والنجاح،‭ ‬ولا‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬ضمن‭ ‬الصورة‭ ‬العامة‭ ‬لنهضة‭ ‬الوطن،‭ ‬بل‭ ‬يبذل‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬إخلاص‭ ‬ويدفع‭ ‬بالمشاريع‭ ‬دفعًا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يمسه‭ ‬الإحباط‭ ‬أو‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬شغفه،‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬مهيأة‭ ‬بأحسن‭ ‬ما‭ ‬يكون،‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬جميع‭ ‬سبل‭ ‬الراحة‭ ‬المعيشية‭ ‬للمواطنين‭.‬

الجهود‭ ‬العظيمة

‭ ‬وقال‭: ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬حضور‭ ‬سموه‭ ‬لمناسبات‭ ‬افتتاح‭ ‬الصروح‭ ‬الثقافية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والطبية‭ ‬وغيرها‭ ‬يمثل‭ ‬قمة‭ ‬الجبل،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬يسبقه‭ ‬جهود‭ ‬عظيمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سموه‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والتوجيه‭ ‬للجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬يتابعها‭ ‬بنفسه‭ ‬دون‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل،‭ ‬فترى‭ ‬الموضوع‭ ‬يطرح‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬فترات‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬ورغم‭ ‬جميع‭ ‬العقبات‭ ‬المالية‭ ‬والفنية‭ ‬وغيرها‭ ‬فإن‭ ‬المشاريع‭ ‬ترى‭ ‬النور‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬بالنجاح‭ ‬الحكومي‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يبطئ‭ ‬أحيانًا‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬أبدًا‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أهل‭ ‬المحرق‭ ‬يتذكرون‭ ‬دور‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مشاريع‭ ‬المدينة،‭ ‬ومنها‭ ‬المدن‭ ‬الإسكانية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة،‭ ‬ومنها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬مدينة‭ ‬شرق‭ ‬الحد،‭ ‬والبسيتين،‭ ‬وعراد،‭ ‬وقلالي،‭ ‬والدير‭ ‬وسماهيج،‭ ‬والمحرق‭ ‬القديمة‭.‬

وتابع‭: ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬المتنزهات‭ ‬والحدائق،‭ ‬كحديقة‭ ‬المحرق‭ ‬الكبرى،‭ ‬ودوحة‭ ‬عراد،‭ ‬ومنتزه‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬وكورنيش‭ ‬الغوص،‭ ‬وكورنيش‭ ‬البسيتين،‭ ‬ومختلف‭ ‬الحدائق‭ ‬الشعبية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الأسواق‭ ‬الكبرى‭ ‬ومنها‭ ‬سوق‭ ‬المحرق‭ ‬المركزي‭ - ‬بعد‭ ‬تجديده‭ - ‬الذي‭ ‬حضر‭ ‬سموه‭ ‬افتتاحه‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2019‭.‬

وذكر‭ ‬المرباطي‭ ‬أن‭ ‬المحرق‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ومنها‭ ‬المشاريع‭ ‬التجارية،‭ ‬كضع‭ ‬حجر‭ ‬أساس‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬سوق‭ ‬المحرق‭ ‬المركزي،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬التراثية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والشعبية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬الفعاليات‭ ‬والمناسبات‭ ‬الثقافية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬متقدم‭ ‬من‭ ‬التنظيم‭ ‬مما‭ ‬وضع‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ ‬مرتبة‭ ‬ثقافية‭ ‬متقدمة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬والعربي‭.‬

وعلق‭: ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬مما‭ ‬يحفظه‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬علاقته‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمحرق‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬وبصمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شبر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭. ‬

الأبواب‭ ‬المفتوحة

وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والرياضية‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬كإنشاء‭ ‬مركز‭ ‬حالة‭ ‬بوماهر‭ ‬الصحي،‭ ‬وإقامة‭ ‬مركز‭ ‬آخر‭ ‬للولادة،‭ ‬وإقامة‭ ‬مركز‭ ‬لرعاية‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إقامة‭ ‬مشروع‭ ‬سعادة‭ ‬الاستثماري،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توجيهاته‭ ‬بهدم‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬نادي‭ ‬حالة‭ ‬بوماهر‭ ‬الرياضي،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يغفل‭ ‬سموه‭ ‬تطوير‭ ‬وبناء‭ ‬الصروح‭ ‬الرياضية‭.‬

‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬سموه‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬أجواء‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬لأهالي‭ ‬المحافظة،‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬توجيهاته‭ ‬بنقل‭ ‬خزانات‭ ‬وقود‭ ‬المطار‭ ‬من‭ ‬موقعها‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬بعراد،‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬منطقة‭ ‬المطار،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامة‭ ‬السكان‭.‬

وختم‭ ‬بالقول‭: ‬إن‭ ‬مصاب‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬فقد‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬هو‭ ‬مصاب‭ ‬أليم،‭ ‬واستغل‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬لأرفع‭ ‬باسمي‭ ‬واسم‭ ‬أهالي‭ ‬المحرق‭ ‬أحر‭ ‬التعازي‭ ‬للقيادة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬مسؤولاً‭ ‬وقائدًا‭ ‬وأبًا‭ ‬وأخًا‭ ‬فلا‭ ‬خوف‭ ‬عليه،‭ ‬إنما‭ ‬نحن‭ ‬ننهل‭ ‬من‭ ‬علمه‭ ‬وشخصيته‭ ‬وتواضعه‭ ‬وننفذ‭ ‬سياسة‭ ‬الشفافية‭ ‬والأبواب‭ ‬المفتوحة‭ ‬ومواجهة‭ ‬المصاعب‭ ‬بالصراحة‭ ‬وبالتوافق‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الوطنية‭ ‬الحقة‭.‬